الحرية- عمار الصبح:
تتواصل في محافظة درعا جهود الاستجابة الإنسانية الشاملة للوافدين من السويداء إلى مراكز الإيواء، بتنسيق وتعاون مشترك بين محافظة درعا ولجنة الطوارئ مع المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي، لضمان توفير الخدمات الأساسية وتحقيق الاستقرار المؤقت للمتضررين، في وقت تشير فيه الأرقام إلى ارتفاع عدد الوافدين إلى ما يقارب ٣١ ألف شخص موزعين على ٦٤ مركز إيواء.
وفي هذا السياق عقد محافظ درعا السيد أنور طه الزعبي اجتماعاً موسعاً صباح اليوم مع عدد من ممثلي المنظمات الدولية العاملة في الشأن الإنساني، وذلك لمناقشة الأوضاع الإنسانية للوافدين من ريف محافظة السويداء، وجرى خلال الاجتماع بحث آليات الاستجابة السريعة ووضع خطة عاجلة لتأمين الاحتياجات الأساسية للوافدين، بما يشمل المأوى والغذاء والرعاية الصحية، إضافة إلى مناقشة خطط بعيدة المدى لمعالجة الأزمة والتخفيف من معاناة الأسر المتضررة.
وكان محافظ درعا تفقد مساء أمس السبت مراكز الإيواء في بلدتي جباب والمسمية في الريف الشمالي من المحافظة، واطلع على واقع الخدمات المقدمة للوافدين، واستمع إلى معاناتهم واحتياجاتهم اليومية.
وأكد الزعبي أن المحافظة تعمل على مدار الساعة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية لتأمين المستلزمات الأساسية للوافدين، بما يسهم في التخفيف من معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية، وتقديم كل الدعم الممكن لهم بالتنسيق مع مجلس المحافظة والجهات الإغاثية والمجتمع المحلي.
استجابة شاملة للوافدين
وبالتزامن مع جهود الاستجابة الطارئة تواصل الفرق الميدانية التابعة لغرفة العمليات المشتركة في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تنفيذ استجابة إنسانية واسعة مدعومة بالكوادر المؤهلة والآليات المختصة لمواجهة تداعيات الأوضاع الطارئة.
ووفقاً لمديرية الدفاع المدني السوري بدرعا، فقد ارتفع عدد مراكز الإيواء المقامة في محافظة درعا إلى ٦٤ مركزاً، وتضم ٣٠٦٠٠ شخص، حيث تقوم الفرق المختصة في الوزارة بإحصاء الوافدين بشكل يومي عبر معبرين إنسانيين في منطقتي بصر الحرير وبصرى الشام، يعملان على مدار الساعة لاستقبال الوافدين من السويداء.
ويجري يومياً إصدار تقارير تتضمن أعداد الوافدين واحتياجاتهم الإنسانية وفق كل موقع، بالتنسيق مع الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية لضمان توزيع المساعدات، التي تتنوع بين المواد الغذائية وحليب الأطفال والمستلزمات المنزلية مثل الفرشات، وحقائب الإيواء، ومعدات الطبخ، ومياه الشرب، وتوفير خزانات مياه إضافية، وصيانة المرافق الصحية، وتحسين خدمات الإنارة، إضافة إلى تزويد المراكز الصحية بعيادات متنقلة ومد مديريات الصحة بالمستلزمات الطبية.
جهود محلية
ويبذل المجتمع المحلي جهوداً كبيرة للمساهمة في تخفيف معاناة الأسر الوافدة، من خلال التبرعات النقدية والعينية التي يتم جمعها وإيصالها إلى مراكز الإيواء بالتنسيق مع لجنة الطوارئ في المحافظة، وتعمل الفرق التطوعية التي تضم المئات من المتطوعين على تنسيق الجهود وتوزيع المهام لتأمين الاحتياجات الأساسية للأسر المهجرة في مراكز الإيواء التي جرى افتتاحها في درعا.
وقال أحمد الحريري أحد الشباب المتطوعين في مركز إيواء بلدة بصر الحرير: إن المركز يقوم باستقبال العائلات الوافدة من السويداء وإحصائها وتوثيق بياناتها، لتقديم المساعدات التي تصل من المنظمات الإغاثية والمجتمع المحلي لها، مشيراً إلى أن مستوى الاحتياج كبير فأغلب العائلات تركت خلفها كل شي وخرجت طلباً للأمان لذلك فهي بحاجة إلى الكثير من المستلزمات كالإيواء والأغطية والفراشات والألبسة والمواد الغذائية.