الحرية – لوريس عمران:
تمكّنت فرق الحراج في محافظة اللاذقية، بالتعاون مع عناصر الدفاع المدني، من السيطرة على حريق اندلع في الجهة الجنوبية من محمية الفرنلق الطبيعية، ومنع انتشاره إلى عمق الغطاء الحراجي داخل المحمية، الذي يتميّز بتنوع بيئي فريد على مستوى الساحل السوري.
رئيس دائرة الحراج في اللاذقية المهندس ماهر محمد، أوضح أنّ الحريق استدعى استنفاراً فورياً لجميع الفرق المختصة، مبيناً أنّ العمل تم باستخدام آليات ثقيلة وستة فرق إطفاء وخمس إطفائيات ميدانية، وتركزت الجهود على تطويق ألسنة اللهب ومنع وصولها إلى نواة المحمية و”غابة العذر”، وهما من أبرز مواقع التنوع النباتي والحيواني في شمال المحافظة.
وأشار محمد لصحيفتنا الحرية إلى أنّ أكثر من ثمانين في المئة من مساحة المحمية جرى تأمينها، ما ساعد في الحد من الأضرار وحماية النظم البيئية الحساسة من التلف، لافتاً إلى أنّ الأضرار اقتصرت على جزء محدود من المساحات الجنوبية، حيث نشب حريق أرضي تسبب بإصابة عدد من أشجار الصنوبر بأضرار جزئية.
وأكد محمد أنّ العمل الميداني لا يزال مستمراً على صعيد التبريد والمراقبة الدقيقة تحسباً لأي نشاط ناري محتمل نتيجة لتغيرات الطقس أو حركة الرياح، مبيّناً أنّ التنسيق الوثيق بين الحراج والدفاع المدني شكّل عاملاً حاسماً في سرعة الاستجابة وكفاءة التنفيذ.
كما أشار إلى ضرورة تعزيز إجراءات المراقبة والرصد في المحميات الطبيعية شمال اللاذقية، وتزويدها بالإمكانات الفنية والبشرية المطلوبة لضمان حمايتها، وخاصة في ظل ظروف مناخية متقلبة وفترات جفاف قد تسهم في زيادة احتمالية الحرائق.
تجدر الإشارة إلى أنّ محمية الفرنلق تُعد من أبرز المحميات في الساحل السوري، وتتميز بغطاء نباتي كثيف وتنوع بيئي يضم أصنافاً نادرة من الأشجار والطيور والحيوانات البرية، ما يجعلها من المواقع الحساسة التي تتطلب خططاً وقائية دائمة واستعداداً ميدانياً على مدار العام.