جيلٌ فنيٌّ واعدٌ يخطُّ ملامحه.. خمسون عملاً تشكيلياً في مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- باسمة اسماعيل:

في تجلٍّ لافت للإبداع والموهبة، احتضن مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية المعرض السنوي لطلابه وخريجيه، بمشاركة ٣٥ من الخريجين، قدموا خمسين عملاً فنياً تنوعت بين الرسم الزيتي والفحم والنحت والإعلان، عاكسة ثراءً بصرياً وتنوعاً أسلوبياً وتقنياً.

أعمال المعرض التي جاءت نتيجة جهد وتأهيل استمر على مدى عامين، حملت موضوعات إنسانية وطبيعية واجتماعية، بأساليب واقعية وتجريدية وانطباعية، ما عكس تمازجاً بين التجربة الفردية والتوجيه الأكاديمي.

وأكدت إلهام نعسان آغا، رئيسة مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية لـ”صحيفة الحرية”، أنّ المركز تنموي بالدرجة الأولى، يهدف إلى صقل المواهب الفنية وتأهيلها للدخول إلى عالم الفن عبر بوابات رصينة.
وأضافت في تصريحها أنّ الهدف الأساسي من المركز هو استخراج الطاقات الإبداعية والعمل عليها بشكل ممنهج، مشيرة إلى أنّ المركز لا يكتفي بالتعليم، بل ينظم ورشات عمل ونواديَ صيفية للأطفال والناشئين، بالإضافة إلى المعرض السنوي الذي يشكل محطة مهمة في مسيرة الطلبة.

وفي حديثه عن المعرض، أشار الفنان التشكيلي أمير حمدان، أحد مدرّسي المركز، إلى أنّ الأعمال المعروضة كشفت عن قدرات فنية ناضجة من حيث التكوين اللوني والموضوعي، حيث تنوعت اللوحات بين البورتريه والطبيعة الصامتة والمشاهد الحياتية والرمزية، مع حضور واضح للمرأة كرمز للحياة والخصب.

أما الفنان إسماعيل توتنجي، فرأى في المعرض خطوة ضرورية لدعم المواهب الشابة، مؤكداً أنّ ثمة لمسات الفنانين المدرّسين من خلال دراسة تشريحية متقنة ومزج ألوان احترافي.
وأضاف: إن الفن رسالة متوارثة، ويجب احتضان الجيل الجديد ليكون امتداداً لهذا العطاء.
من جانبها، شاركت الفنانة أطلال شملات بعمل بصري مميز دمجت فيه بين الخط العربي الديواني والصورة، من خلال لوحة جسدت صورة والدها مرفقة بالآية القرآنية: “ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء”.
ورأت أطلال أن هذه الآية تعبر عن المعنى العميق للاستمرارية والارتباط بين الأصل والفرع، كما هي الحياة ذاتها التي لا تستمر إلّا بالكلمة الطيبة.
فيما قدمت كرام أحمد لوحتين مفعمتين بالحيوية، جسدت فيهما الأنثى كشعلة نور وحياة، مستخدمة ألواناً زاهية ورموزاً مثل الكتاب والشمس والفراشة للدلالة على التعلم والانطلاق والأمل.
أما غيد أمينو، فاختارت لوحة بعنوان “الرجاء”، حملت بعداً روحياً عميقاً، صورت فيها شخصيات تتضرع للخلاص، يتسلل إليهم نور الأمل في محيط من الأحجار الثقيلة، في تعبير بليغ عن معاناة الإنسان وسعيه للخلاص الروحي والنفسي.
يُذكر أن المعرض مفتوح أمام الزوار والمهتمين بالفن التشكيلي لمدة أسبوع، وهو محطة مهمة في رحلة الطلبة نحو الاحتراف، كما يعكس الجهود المستمرة لمركز الفنون التشكيلية في بناء جيل فني جديد يمتلك أدواته التعبيرية ويصوغ هويته الخاصة.

Leave a Comment
آخر الأخبار