الحرية – محمد فرحة:
مع قرب نهاية الأسبوع الأخير من شهر آذار دون أن نشهد هطولات مطرية كافية، يمكننا أن نتجرأ ونقول لا محصول للقمح لدينا هذا العام، وهذا شيء محزن ومقلق للغاية ، فأمننا الغذائي من جراء قلّة الواردات المائية في خطر ، لطالما كل الإنتاج الزراعي في العالم مرهون بتوافر المياه.
فإطلاق المياه قبل أسبوع من سد الرستن لإرواء محصول القمح في منطقة الغاب ، وفقاً للتصريحات التي قرأناها ، غير كاف وفقاً لحديث مدير الري في هيئة تطوير الغاب عماد محفوض.
وزاد على ذلك بشكل واضح ودقيق حين قال: إن حاجة سهل الغاب وطار العلا العشارنة تصل إلى ٧٥ مليون م٣ ، فحاجتنا اليومية إن كان القصد هكذا مليونا متر مكعب ، فماذا ستفعل العشرة ملايين حيال ذلك؟
ونوه بصعوبة الوضع المائي هذا العام على كل المحاصيل الزراعية من جراء الظروف المناخية.«انتهى كلام مدير الري».
فإطلاق عشرة ملايين متر مكعب أو أكثر اليوم من سد الرستن في مجرى نهر العاصي لا تسد حاجة المحاصيل، وبالكاد تكفي لتسد وتملأ مجرى النهر ومسافته البعيدة، وهو الذي لا يوجد فيه ثلث ما يقابله لنفس الفترة من العام الماضي.
وقد شاهدنا يوم أمس أن سد الحولة، الذي يغذي أحياناً سد الرستن أو يروي مساحات كبيرة في مجاله، شاهدنا انخفاض منسوبه بشكل مقلق جداً .
كل ذلك يشي بأننا سنواجه صيفا حاراً وأزمة مياه، ليس فيما يتعلق بمياه الري فحسب، وإنما في مجال مياه الشرب العذبة، وخاصة أن جل الآبار قد انخفضت مناسيبها ونحن في «عزّ» فصل الشتاء، فكيف سيكون الوضع في شهري تموز وآب؟
للأسف منذ العقدين الماضيين لم نرَ أي اهتمام فيما يتعلق بالمشاريع المائية وحصادها، سوى بالجولات للمعنيين والتصريحات، وهي التي لا تتعدى عن تكوين الانطباع وليس الإقناع.
ولذلك ستكون النتائج كارثية ، فإذا بدأنا بتصغير حجم وقطر رغيف الخبز بحثاً عن التوفير والتقليص ريثما يبدأ موسم حصاد القمح، فقد نشهده خلال فصل الصيف وقد غدا بحجم الكعكة.
عموماً إطلاق المياه من بوابات سد الرستن اليوم يمكن أن يروي المزارعون المحصول، لكن قد لا يكون هذا ممكناً طيلة حاجة المحصول من اليوم لحين موسم الجني والحصاد، نظراً لقلّة كميات المياه المخزنة في سدي الرستن ومحردة، فالأول لا تتعدى عن ٦٢ مليون م٣ والثاني أي محردة عن الـ٩ ملايين م٣.
نختم لنشير إلى ما قام به العالم يوم أول أمس السبت حيث غرق في ظلام دامس استجابة إلى حملة ساعة الأرض، وهي المبادرة التي أطلقتها منظمة الصندوق العالمي للطبيعة للدعوة إلى تحرك عاجل لمواجهة التغير المناخي والجفاف وتداعياته على الإنتاج الغذائي الزراعي.
حاجة سهل الغاب ٧٥ مليون متر مكعب.. محاصيلنا الزراعية مهدّدة بالعطش وعدم جني القمح

Leave a Comment
Leave a Comment