الحرية – منال الشرع:
لطالما كان الموزاييك جزءاً لا يتجزأ من التراث الدمشقي، أبدع الدمشقيون فيه وتوارثه الآباء عن الأجداد وورثوها للأبناء، وها هو حاضر في أجنحة معرض دمشق الدولي كجزء من حكاية بلد، وما من متذوق للفن إلا وتستقطبه تلك القطع التراثية جميلة الشكل والهندسة.
وعن هذا الفن العريق يقول شيخ كار الحرفيين ياسر الغضبان الذي التقته “الحرية” في جناح وزارة السياحة: كان لمشاركتنا هذا العام طعم خاصاً بعد التحرير.
ويشرح الغضبان أن هذا النوع من الحرف يعتمد على تطعيم الخشب بالصدف أو بأنواع مختلفة من الخشب الملون لإنشاء زخارف وتصاميم فنية رائعة، و يعود تاريخ صناعة الموزاييك في دمشق إلى عام ١٨٦٠.
ويقول الغضبان: لطالما الموزاييك الدمشقي كان ومازال يجذب السياح من جميع أنحاء العالم، والإقبال جيد، حيث يعتبر من أبرز الصناعات التقليدية التي يمكن شراؤها كهدايا تذكارية يأخذها السائح إلى بلاده سواء من العرب أو الأجانب.
ويعرف الغضبان الموزاييك لنا بأنها حرفة يدوية بحتة ذات تاريخ عريق يعبق بالأصالة الدمشقية، وهي ذات طابع شرقي لها خصوصية متميزة ومتفردة، ونحن كحرفيين ومعنيين بهذه الحرفة العريقة نحافظ عليها ونستمر فيها حتى الآن، كي لا تندثر كرمز من تراث بلادنا.
وأكد الغضبان أن معظم السياح لا ينهون زيارتهم إلى سوريا إلا إذا اصطحبوا معهم قطعة واحدة على الأقل من الموزاييك الدمشقي للتباهي بها والاحتفاظ بها، لما لها من جمالية عالية وطابع خاص فريد، بعض هذه القطع التراثية انتشرت، وبتنا نجد الكثير منها في المتاحف العالمية، مشيراً إلى أن ما يميز الحرفي السوري هو دقة عمله وموهبته حتى أصبح سفير حرفته إلى العالم في المعارض والمحافل الداخلية والخارجية.