الحرية- سامي عيسى:
منذ عشرات السنين، وحكايا معرض دمشق الدولي على لسان كل مواطن سوري، وليس هذا فحسب، فهناك قصص تنسج على ألسنة المشاركين عرباً وأجانب، تحكي نجاحاً هنا، وفشلاً هناك، إلا أن حلاوة المعرض في استمرارية مشاركاته، على نطاق واسع، إلا في سنوات الأزمة، فقد حملت قليلاً من التراجع في الأهمية، ورقعة الانتشار..
لكن الاعتبار المغروس في الأذهان، أن المعرض يعتبره السوريون تظاهرة اقتصادية واجتماعية، خصوصيتها تفرض حالها، على كافة مكونات المجتمع، بما فيها الجوانب الاقتصادية، والحالات الاجتماعية التي كان يعيشها المواطن السوري، مع تحضيراته التي كانت «تسبق وترافق» فعالياته، رغم ذلك نجد معرض دمشق الدولي تظاهرة اقتصادية واجتماعية ليست محصورة بسوريا فحسب، بل هي امتداد عربي وإقليمي ودولي، يحمل هويتها بصورة تسمح تقارب شعوبها فيما بينها اقتصادياً واجتماعياً، وحتى فكرياً وتراثاً وغيره..
تظاهرة «الأمس القريب» حملت كل هذه المعاني، وسجلت حضوراً لإعادة الألق لمعرض دمشق من جديد، وعززت حضوره الاقتصادي والاجتماعي على اختلافه وتنوعه، وإعطائه الشكل المناسب والأداء الملائم، بما يتناسب مع أهميته، ومكانته على المستويين المحلي والخارجي..
لكن رغم هذا النجاح الذي حققته تظاهرة الأمس إلا أننا نستطيع تسجيل مجموعة من الملاحظات، ينبغي العمل على تلافيها مستقبلاً، ونستفيد منها لتحقيق نجاحات أفضل مستقبلاً، منها على سبيل المثال: هناك مشكلة التوزيع المكاني للأجنحة، وهذه ينبغي العمل لتلافيها مستقبلاً، الى جانب بعض خدمات البنية التحتية التي نفتقدها، بالمقارنة مع المعارض الخارجية، لاسيما لجهة خدمات الاستقبال والتوزيع وغيرها، والتي تسجل ضرورة كبيرة للمعالجة، من دون أن ننسى ملاحظة لا تقل أهمية عنها، تكمن في الاهتمام بالمهن التراثية، والحرف اليدوية التي تحكي قصص تراثنا القديم، والتي تراجعت مشاركتها خلال الدورات السابقة الى حدود كبيرة، واليوم لابد من العمل على عودتها بصورة تحكي تراثنا الحافل، بقصص الصناعة والإنتاج والفكر الثقافي، والحرف القديمة كالصدفيات والنحاس والزجاجيات.. وغيرها كثير من المهن التي تحكي قصص وتاريخ الشعوب، وهذا ليس محصوراً بمشاركتنا نحن كسوريين، بل تشجيع الدول المشاركة على الاهتمام بهذا الجانب، وليس الاقتصار على المشاركة بالمنتجات الحديثة والمتقدمة..
وبالتالي هذا الأمر يقودنا الى مشكلة هي أخطر مما ذكرنا تكمن في الحالة الاستهدافية أي يجب معرفة المستهدف من المشاركة، وخاصة أن الشريحة الواسعة المستهدفة هي العائلات، وهذه ليست مشكلة ومن الضروري توسيع دائرتها لكن ليس على حساب المستهدف الآخر، من مشاركين وفعاليات اقتصادية، وخدمية، ومالية ورؤوس أموال تبحث عن فرص استثمارية وغيرها، لتوسيع دائرة نشاطها الاقتصادي، الذي يحمل في مضمونه جوانب اجتماعية يسعى الجميع لتحقيقها، لأنها جوهر أي استهداف مهما اختلفت مكوناته، وتنوعت أهدافه، لأن الحالة الاجتماعية هي غاية ما يسعى الجميع لاستهدافها في كل الأعمال والانجازات..!
ونحن اليوم سجلنا هذه الملاحظات ليس من باب النقد فقط، وإنما من باب الأهمية لتحقيق نجاحات أفضل للدورة القادمة التي نرسم جوهر المشاركة فيها منذ انطلاق الدورة التي أسدل الستار عليها منذ ساعات قليلة..
فهل تفعلها الجهات المسؤولة وتأخذ بالحسبان ما سجلناه، من باب الحرص، والغيرة الوطنية الخالصة..
Issa.sami68@gmail.com