الحرية- حسيبة صالح:
عاشت دمشق مساء السبت 22 تشرين الثاني على نغمة خير وأمل، جمع صوت الفنانة ليندا بيطار مع قيادة المايسترو عدنان فتح الله في أمسية موسيقية خيرية احتضنتها كنيسة الصليب في حي القصاع.
لم يكن الحفل مجرد حدث فني، بل بدا كصلاة جماعية تُترجم بالموسيقا، حيث امتزج البعد الروحي بالبعد الثقافي في لحظة واحدة.
استهلت بيطار الأمسية بأغنية وطنية من إرث فيروز (وطني) ومجموعة من أغانيها إهداءً لها في عيد ميلادها التسعين، لتفتح الباب أمام جمهورها على ذاكرة الوطن وصوت الأمل. ثم تنقلت بين الأغنيات الوطنية والوجدانية.
وقدّمت أغنيتها الجديدة “طل” من كلمات رامي كوسا وألحان يزن صباغ، إلى جانب أغنية “هذه الروح”، قبل أن تختتم الأمسية بترانيم روحية حملت دفء الصلاة وعمق الرجاء.

القاعة كانت مكتظة برجال وسيدات الخير الذين حضروا لدعم الرسالة الإنسانية للحفل، في مشهد يعكس تلاحم المجتمع حول الفن حين يكون في خدمة القيم النبيلة.
واللافت أيضاً كان حضور وزير المالية محمد يسر برنية بين الجمهور، في دلالة على أن الفن والثقافة يظلان مساحة جامعة تتجاوز الرسمي إلى الإنساني، وتؤكد أن الموسيقا قادرة على جمع المختلفين تحت سقف واحد.
في تلك الليلة، بدا أن دمشق تستعيد شيئاً من روحها عبر صوت ليندا بيطار، الذي حمل الحنين والرجاء معاً، وجعل من الموسيقا صلاةً جديدة في وجه الألم. كان الحفل أكثر من أمسية موسيقية؛ كان رسالة وجدانية تقول إن الفن السوري لا يزال شاهداً على قدرة الإنسان أن ينهض بالحب، وأن يجعل من الأغنية جسراً بين الروح والوطن.