الحريةـ أنطوان بصمه جي:
انطلقت مساء اليوم صرخة أمل وتكاتف من وسط ساحة سعد الله الجابري التي تحمل جراح سنوات الحرب وتتوق للنهوض من تحت الركام،. وسط حضور رسمي وشعبي، حيث احتضنت ساحة سعد الله الجابري إطلاق الحملة المجتمعية الطموحة “لعيونك يا حلب”، لتكون نداءً موحداً يدعو كل أبناء المدينة، بقدراتهم وإمكانياتهم، للمشاركة في معركة البناء والتشييد، وتحويل صفحة الماضي إلى مستقبل مزدهر.
وصف محافظ حلب، المهندس عزام غريب، الحملة في كلمته خلال الحفل بأنها تتويج لسلسلة من المبادرات المجتمعية، مؤكداً أن الجهات المعنية والأهلية عملت “كخلية نحل” متحديةً الجسام وحجم الدمار والإهمال، مشيراً إلى أن حملة “لعيونك يا حلب” هي بمثابة “دعوة مفتوحة لكل مواطن يؤمن بغد مشرق” للمساهمة في الجهود الوطنية لبناء المدينة وحجرها وبشرها. وأضاف: “شغف الداعمين والمشاركين اليوم يُبشرنا بانطلاقة قوية نحو الإعمار والازدهار، لترسم حلب أجمل صورة للتكاتف والتكامل الاجتماعي”.
من جانبه، أوضح مدير الحملة، هيثم الهاشمي، الآلية التشاركية للحملة، مشدداً على دور كل فرد فيها سيكون وفق إمكاناته واختصاصه، وحث كل مواطن على تقديم جهد ولو بسيط لإنجاح مراحل هذه المبادرة الكبرى. ووصف الهاشمي الحملة بأنها “صلة وصل حيوية” تجمع الحكومة والشعب والمنظمات والفعاليات كافة تحت سقف واحد هو خدمة حلب.
وكان للحضور الثقافي والفني وقع خاص في الحفل، حيث تحدث الفنان القدير نور مهنا بعد غياب عن المدينة دام ١٤ عاماً. مشدداً على الضرورة الملحة لنهضة حلب ثقافياً، مستذكراً تاريخها العريق في الفن والأصالة والطرب. ورأى في حملة “لعيونك يا حلب” فرصة مميزة لتكاتف المجتمع نحو هدف نبيل يتمثل في إزالة مخلفات الحرب والخراب والتدمير، سعياً لتحقيق حياة كريمة يستحقها الشعب السوري.
وقد تخللت حفل الإطلاق الذي شهد أيضاً افتتاح ساحة الجابري رسمياً، فقرات متنوعة جسدت روح حلب، بدءاً من تلاوة آيات قرآنية كريمة، مروراً بفقرات إنشاد وطرب حلبي أصيل، وصولاً إلى أغان وطنية رُفع على أنغامها العلم السوري في مشهد مهيب اختتم انطلاق الرحلة الطموحة لإعادة إعمار “الشهباء”.
تصويرـ صهيب عمراية