حلول ذكية من قلب الحقول لمواجهة التغير المناخي 

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا :

يشكّل ارتفاع درجات الحرارة وتراجع الموارد المائية تحدياً خطيراً يهدد استمرارية الزراعة السورية ويضع الفلاح في مواجهة مباشرة مع تبعات التغير المناخي، فأن تأثير التغير المناخي على المحاصيل الزراعية كبير، حيث يمكن أن تؤثر على زيادة أو خفض كمية المحاصيل المزروعة حسب النوع المزروع وما يتطلبه من ظروف مناسبة لنموه بشكلٍ سليم، حيث تعمل درجات الحرارة الشديدة وزيادة هطول الأمطار على منع نمو المحاصيل بالشكل الأمثل مما يتسبب في حدوث خسائر كبيرة في الإنتاج الزراعي. فمثلاً تساهم كل من الفيضانات أو موجات البرد والصقيع في حدوث أضرار كبيرة وخسائر جسيمة في قطاع الزراعة (أصول الإنتاج مثل الأشجار والبيوت المحمية على سبيل المثل وفي الإنتاج الزراعي المنتظر).

خبيرة في المحاصيل الحقلية: التحديات المناخية باتت واقع يومي يفرض على الفلاحين إعادة النظر في طرق الزراعة والري وإدارة الموارد

تأثيرات سلبية

الخبيرة في المحاصيل الحقلية الدكتورة انتصار الجباوي  أوضحت أن التغيرات المناخية  تعمل على نمو الحشائش والنباتات الغازية وانتشار الأوبئة والآفات، مما سيؤدي إلى التأثير السلبي على نمو المحاصيل وكمية الإنتاج الزراعي، كما ويتسبب في نفوق الكثير من رؤوس الثروة الحيوانية أو بيع المربين للقطيع الذي يملكونه ليذهب إلى الذبح لعجزهم عن تأمين الأعلاف، موضحة  أن التغير المناخي يساهم  في إحداث اختلالات في الأمن الغذائي العالمي، حيث يمكن أن يؤدي شح الطعام والمياه وسلامة النظم البيئية إلى تحديات خطيرة قد يتعرض لها الجميع، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في مختلف المجتمعات وتأجيج النزاعات العرقية والصراعات المختلفة، مشيرة إلى ان  سوريا تعتبر من المناطق الجافة وشبه الجاف،و تعاني من شح في موارد المياه نسبة الى عدد السكان وقد شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية الكثير من الحوادث والكوارث الطبيعية التي نشأت عن تغير المناخ وتأثيره على المنطقة ككل.

حلول ممكنة

وبينت الجباوي لصحيفتنا ” الحرية ” إنّ التحديات المناخية لم تعد مسألة مستقبلية، بل واقع يومي يفرض على الفلاحين إعادة النظر في طرق الزراعة والري وإدارة الموارد، حيث تبرز هنا مجموعة من الحلول الممكنة للتكيف بطبيعتها مع هذه الظروف، أبرزها اعتماد أصناف مقاومة للجفاف والحرارة، وزراعة محاصيل أقل استهلاكاً للمياه مثل البقوليات والشعير، مع تغيير مواعيد الزراعة بما يتناسب مع فترات الذروة الحرارية لتقليل الأضرار، إضافة إلى تحسين التربة عبر إضافة المادة العضوية والكمبوست، وتغطيتها بالقش أو البلاستيك لتقليل التبخر والحفاظ على الرطوبة، وتطوير أنظمة الري من خلال التحوّل إلى الري بالتنقيط والرش، وجدولة الري في ساعات الفجر أو المساء،

كما من الحلول أيضاً ضرورة تجميع مياه الأمطار واستعمالها في أوقات الحاجة، إلى جانب التفكير بحلول جماعية مثل التعاونيات المائية لتقاسم التكاليف، والاستفادة من التكنولوجيا البسيطة كاستخدام التطبيقات الذكية لمتابعة أحوال الطقس وتحديد أوقات الري المثلى.

دور فعال

وبالتالي يمكن القول انه لا يمكن ترك الفلاح وحيداً في مواجهة أزمة بهذا الحجم، حيث المطلوب هو دور فعّال من قبل وزارة الزراعة، من خلال تعزيز البحوث الزراعية وإطلاق برامج إرشادية عملية توصل نتائج هذه البحوث إلى الحقول، فالإرشاد الزراعي هو حلقة الوصل الحقيقية بين المعرفة العلمية وتطبيقاتها الميدانية.

Leave a Comment
آخر الأخبار