اللاذقية – سراب علي :
احتضنت حدائق جامعة اللاذقية، في إطار احتفالات أعياد النصر والتحرير، حملة تشجير واسعة ومميزة شاركت فيها العديد من الكليات (الاقتصاد، الحقوق، المعلوماتية، الزراعة، الهندسة المعمارية…)، بهدف تعزيز قيم الانتماء والعمل الجماعي وربط مفهوم النصر بإعادة البناء والتعمير.
وشارك في الفعالية رئيس الجامعة الدكتور إياد فحصة، وعمداء الكليات، وطلاب وأساتذة وموظفو الجامعة، حيث تم زرع أكثر من مئة غرسة شملت أنواعاً متنوعة من الأشجار المثمرة والحراجية ونباتات الزينة، مثل الزيتون والصنوبر والسرو، والتي تم اختيارها لملاءمتها لبيئة المنطقة ولرمزيتها الدالة على الصمود والعطاء.
دلالات أعمق
أوضح عميد كلية الاقتصاد الدكتور عبد الهادي الرفاعي في تصريحه لصحيفة “الحرية” أن هذه الحملة تتجاوز النشاط البيئي التقليدي لتحمل دلالات أعمق، قائلاً: “ترمز الفعالية إلى تحويل الانتصار العسكري إلى انتصار حضاري وبيئي، وتربط بين عيد التحرير الذي يمثل استعادة الأرض والسيادة وبين التشجير الذي يجسد استعادة الحياة والجمال”.
وأضاف: “تقدم الحملة نموذجاً مصغراً لمرحلة إعادة الإعمار الشامل وتعزز روح المبادرة والعمل الجماعي الذي تحتاجه مرحلة البناء”.
كما شدد الدكتور الرفاعي على أن الفعالية تُخرج الوطنية من إطار الخطابات إلى حيز العمل الملموس، حيث يُعد غرس الشتلة غرساً للانتماء وتربية للأجيال الجديدة على أن حب الوطن يكون بالعمل والتضحية من أجله.

واعتبر الحملة رسالة تفاؤل تؤكد أن الشعب القادر على الصمود قادر أيضاً على الخلق والإبداع، وأن الحياة مستمرة.
تعاون وشراكة
من جانبه، أشار مدير الزراعة في اللاذقية المهندس عبد الفتاح السمر إلى أن الأشجار التي تم غرسها هي من إنتاج مديرية الزراعة، متنوعة بين أشجار مثمرة وحراجية. وأكد أن أهمية هذه الحملة تكمن في ترسيخ قيم وطنية وبيئية راسخة، وتوضيح أن الحرم الجامعي ليس فقط مكاناً للعلم، بل أيضاً منصة لتعزيز المسؤولية المجتمعية وروح البناء.
ونوّه المهندس السمر بعمق الشراكة والتعاون المستمر مع جامعة اللاذقية، واصفاً إياها بأنها “الجامعة الأم للجميع”، مؤكداً أن التشاركية مع الجامعة تمتد إلى مجالات الأبحاث والندوات والاستشارات، وأنهم يداً بيد معها في أي تعاون يخدم الطلاب والمجتمع.
صوت الطلاب
بدورهم، عبّر الطلاب المشاركون عن فخرهم بهذه المبادرة، مشيرين إلى أنها تعلمهم أهمية الأرض والشجر وحفظ الموارد الطبيعية، وأن الأشجار التي زرعوها اليوم ستذكرهم دائماً بأنهم جزء مهم من هذا الوطن.