الحرية – عمار الصبح:
لم تتغير خارطة الهطول المطري في محافظة درعا حتى الآن، في ظل انحباس غير معهود للأمطار، طال أمده كثيراً هذا الموسم، الأمر الذي انعكس سلباً على واقع المحاصيل الزراعية كالقمح والخضار الشتوية، وهو ما دفع المزارعين لاتخاذ تدابير احترازية لإنقاذ محاصيلهم المهددة بالعطش، من قبيل إعطاء ريات مبكرة للتعويض عن انحباس الأمطار.
وأشار المزارع قاسم الزوكاني إلى أن محصول القمح دخل مرحلة الخطر، وبات بحاجة ماسة للأمطار، وحتى القمح المروي مهدد أيضاً، وهو ما دفع المزارعين لريات مبكرة لتعويض الفاقد المطري.
وأضاف: في السنوات المطيرة لا يحتاج القمح المروي في مرحلة الإنبات لرية مبكرة، ويتم تأخير الري إلى ما بعد شهر شباط، عندما يكون القمح وصل إلى مرحلة الإشطاء والاستطالة، ثم تعطى ريات إضافية في مرحلة تشكل السنابل. أما هذا الموسم ومع انحباس مطري دام قرابة الشهرين، فقد اضطر أغلبية المزارعين إلى سقاية محاصيلهم باكراً، وبدءاً من الشهر الماضي لضمان عملية الإنبات.
ولم يكن مزارعو الخضار الشتوية أوفر حظاً هذا الموسم، إذ تحتاج محاصيلهم إلى المزيد من دورات الري المنتظمة للتعويض عن شح الأمطار.
وأوضح المزارع رأفت الفياض أن التكاليف زادت هذا الموسم مقارنة بالمواسم الماضية، فقد كانت مياه الأمطار تُغني عن تنفيذ ريات إضافية للمساحات المزروعة بالخضار الشتوية، مبيناً أنهم باتوا هذا الموسم مضطرين للمزيد من عمليات الري لإنقاذ محاصيلهم من العطش، مع ما يعنيه ذلك من تكبد تكاليف إضافية لزوم عمليات الري.
وتبلغ المساحة المخصصة للقمح المروي بدرعا هذا الموسم، وفق أرقام مديرية الزراعة 10 آلاف هكتار، وهي تتطلب حسب تأكيد المزارعين تنفيذ ما يزيد على سبع ريات، مقارنة مع 3- 4 ريات في المواسم المطيرة، فيما تبلغ المساحة المزروعة بالخضار الحقلية الشتوية أكثر من 2000 هكتار، وهو ما يعادل أكثر من ضعف المساحة المخططة البالغة 864 هكتاراً ، وتتنوع بين الزهرة والملفوف والجزر واللفت والفول الأخضر والخضار الورقية.
ويترقب المزارعون الأخبار المتداولة عن حالة من عدم الاستقرار الجوي المحتملة خلال اليومين القادمين، والتي من المتوقع أن تنهي حالة الانحباس المطري التي ظلت مسيطرة على المنطقة طيلة الفترة الماضية، حيث أدت إلى تراجع الهطول المطري إلى ما دون 10% مقارنة مع المواسم السابقة.