الحرية – مرشد ملوك:
من تجليات كل شيء سوري.. ومن المزايا المطلقة السورية فإن هذه البلاد لا يمكن أن تكون يوماً ما سوقاً لإنتاج وأعمال الآخرين، هذه بلاد تملك كل شيء، لكن الظروف السابقة التي مرت علينا أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وهذا ما يفرض الرعاية الاقتصادية الكبيرة من الإدارة الاقتصادية للبلاد، نعم الرعاية في ضبط ميزان القرارات والإجراءات التي تصب في مصلحة البلاد والعباد، وهذا ما أشار إليه رئيس جمعية العلوم الاقتصادية زهير تغلبي.
في الجغرافيا
في التجلي الطبيعي للجغرافيا بكل تفاصيلها في الموقع .. وفي المناخ .. وفي خصائص التربة .. وفي كل شيء له علاقة بهذه الميزة الاقتصادية المطلقة .. وفي تجلي الخصائص البشرية ” “للإنسان السوري المبدع والخلاق عبر رحلة حياة امتدت لألاف السنين ..
الثروة.. ثم الثروة
وفي تجلي ماهية وتفاصيل الثروات الطبيعية السورية التي زخرت بتفاصيلها وسائل الإعلام العربية والعالمية في الزراعة والثروات النفطية والغازية والجيولوجية في الفوسفات إلى الرمل الكوارتزي …. والقائمة هنا بالفعل تطول .. وفي الحديث عن السياحة وكنوز البشرية المخلوقة هنا في هذه البلاد ما يحتاج إلى مدارس محوكمة في الاقتصاد لاسثماره وإدارته .
هذا الحديث المستفز يطول في ظل ظروف اقتصادية حرجة تعيشها البلاد ويقاسيها كل العباد وقد أصبح ممجوجاً ومعروفاً للقاصي والداني.
ما هبّ ودبّ
لكن ما يثير الكثير الكثير من إشارات التعجب والفواصل هي فتح أبواب البلاد على مصراعيها لدخول كل “ما هبّ ودبّ” من منتجات .. عفواً ستوكات وفضلات الآخرين إلى أسواق البلاد، نفهم الظروف الأولى التي رافقت التحرير المبارك ، وحاجة البلاد إلى العديد من السلع ، لكن البلاد انتقلت من زمن الثورة إلى زمن البناء كما حدد الرئيس الشرع .
بالحماية
رئيس جمعية العلوم الاقتصادية السورية ذائعة الصيت زهير تغلبي يطالب وزير الاقتصاد الدكتور نضال الشعار بالتدخل باستخدام الرسوم الجمركية لحماية توازن الصناعة السورية بتخفيف الرسوم عن المواد الأولية ودراسة حاجة البلاد بالنسبة للمواد المصنعة الداخلة .
طفرة تجارية
من الضرورة أن نعي أن كل البلدان والقارات تكيل بميزان الحماية أو عدمه وفقاً لمصالحها الاقتصادية ومصالح مستهلكيها وتجارها ومصنعيها، والطفرة التجارية التي فجرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نسفت كل ادعاءات التجارة الحرة واتفاقيات الغات لتحرير التجارة الدولية، وما يبدو أن الدول والقارات تنتج وتسوق في كل حقبة ما يخدم مصالحها وفق مفاهيم الحرية التجارة وتكافؤ الفرص وينطلي الأمر علينا في الدول المسحوقة اقتصادياً وتمر المصالح مرور الكرام .
المفهوم الخطأ
في السنوات العشر التي سبقت قيام الثورة السورية .. تم تسويق مفاهيم على أن الحماية هي ضعف ، وإلى متى نبقى نحمي أنفسنا من منتجات الآخرين وغيرها من المفاهيم التي أغلقت حتى ماكينات الخياطة المنزلية التي كانت تخدم بها ربة المنزل أفراد أسرتها فما بالك بحال الورش والصناعات السورية التقليدية وغير التقليدية في صناعة النسيج والصناعات الغذائية وصولاً إلى صناعة المفروشات العريقة والمنافسة على مستوى العالم .
سوريا ذهب
إذاً بالكلام المباشر هذه بلاد “تذخر بكل شيء لكنها تفتقر لكل شيء” بالإجراءات والقرارات الحمائية الأمر الذي كرسه النظام البائد ، أختم بقول مأثور قدمه الباحث الاقتصادي السوري الدكتور نبيل سكر .. سوريا .. فوق الأرض ذهب وفي باطن الأرض ذهب .. في البحر ذهب وفي باطن البحر ذهب .. وهواء سوريا ذهب . وكل شيء في سوريا ذهب.