خراب الواقع البيئي كخراب الدورة الدموية.. وأثر الحرائق سيترك منعكسات عبر الزمن

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:

كنا نحلم بعالمٍ بيئي أخضر في عالم متغيَّر ، فهل نأخذ ما يلحق بغاباتنا درساً ونعمل على خلق واقع بيئي  نظيف ونقي ؟
كل هذا لن يتم إلاّ بسياسة بيئية رشيدة أهمها  تفعيل دور البيئة ودوائرها في المحافظات، إضافة إلى إدراج التربية البيئية كمادة أساسية  في المدارس والمناهج التعليمية، من دون أن  ننسى دعم  الجمعيات البيئية إن وحدت لما لها من  أهمية في غرس روح العناية بالبيئة لدى  المواطن…
لكن ما نلاحظه هو تفاعل حدة الحرائق  وخطورتها لدرجة طالت المنازل السكنية  للبيوت المجاورة للغابات، وحرائق  سلسلة  الجبال الساحلية ، وتهجير  الناس وخراب البنى  التحتية في أكثر من ٢٥ بلدة وقرية
فما حدث لمحمية الفرنلق والتي يرى  فيها  السوريون كغابات الأمازون  فهي عبارة عن سلاسل جبلية ووديان وغابات متصلة  ببعضها البعض لمساحات كبيرة وهائلة، زد على ذلك تنوع مكوناتها الطبيعية من الأشجار والشجيرات ومن الطيور والحيوانات ، فماذا جرى  بها ولها؟
فمنذ أكثر من أسبوع وما زالت الحرائق مستعرة تأكل كل ما تطاله وقد حوَّلت الغابات إلى صحراء قاحلة وصخور ووديان مفروشة بالرماد، لتلحق بالبيئة أسوأ كارثة حلت بالأرضي السورية منذ  مئات  السنين، لكن السؤال الكبير  المطروح اليوم  هو: هل نستطيع ترميم ما ألحقه الحريق في أسبوع أو عشرة أيام خلال خطة خمسية وأكثر ؟
الواقع البيئي اليوم جراء ما لحق بالحراج من حرائق ورمي أكوام القمامة في هذه الغابات  هو أخطر ما تواجهه البيئة  والبشر اليوم ،وهو السبب  في الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة الكربون في الطبيعة والانحباس المطري والجفاف، وستبقى آثار هذه الحرائق السلبية مدمرة لعدة سنوات، وما نزرعه من عبث، وتجنٍ بالطبيعة سنحصده ندما وتأسفا  زراعياً  واقتصادياً  واجتماعياً، فمزيداً  من الحرص والوعي البيئي وصون الغابات  التي فيها سلامة البيئة وسلامة  البشر .

Leave a Comment
آخر الأخبار