الحرية- وليد الزعبي:
لم تشهد مدن وبلدات درعا منذ عقد ونيف من الزمن حركةً نشطة جداً خلال الأعياد، مثلما شهدته خلال أيام عيد الأضحى المبارك الفائتة، وكأن الناس بعد التحرير وتحوّل الظروف رأساً على عقب، حيث تبدد الرهاب الأمني وتقطعت قيود التواصل، أرادت أن تروي عطش ما فات إلى اللقاء بالأهل والأقارب وسط أجواء معززة بالطمأنينة وهداة البال.
لقد كانت الطرقات تغص بالسيارات، والساحات والحدائق ممتلئة بالأهالي، ليس خلال النهار فقط، بل في ساعات الليل التي كان التحرك أثناءها فيما مضى من عهد النظام البائد من المحظورات لخطورته، والمفرح أن كل من تصادفه يبدو جميل المحيَّا متفائلاً، وقد غابت عنه ملامح اليأس والتشاؤم.
ولكن على هامش لوحة العيد، ثمة خربشات نغصت اكتمال جماليتها، ولا سيما الدراجات النارية التي تتحرك بكثافة كبيرة جداً ويقودها شباب طائش بحركات بهلوانية استعراضية خطرة عليهم وعلى المشاة والسيارات العابرة، يضاف لها إشغالات الأرصفة والطرقات بشكل يعيق الحركة ويراكم المخلفات.
وكذلك الحدائق وبالتحديد في مدينة درعا، فإن ما سهت العين عن إشغاله منها بالاستثمارات الخاصة المختلفة، تجدها ليست بالمستوى المطلوب، ومثالها الأبرز “منتزه البانوراما” الذي يلاقي كثافة كبيرة في ارتياده من عامة الناس، حيث يغيب البساط الأخضر تماماً عن الجزر، فيما معظم المقاعد والأرصفة والأطاريف والنوافير تحتاج صيانة، والإنارة بالطاقة البديلة غير كافية.
لا يمكن لأحد إنكار الأشواط المتقدمة التي قطعت على صعيد تحسين الواقع الخدمي منذ التحرير، والجهود لا تزال مستمرة وتسجل كل يوم عمل جديد، لكن المأمول الالتفات أكثر للحدائق وترميم ثوبها الأخضر وبناها التحتية، وعدم تجديد عقود المستثمر منها بعد انتهائها، لأنها بالأساس مخصصة للنفع العام، والمهم أيضاً وضع حدّ لظاهرة الدراجات النارية الخطرة، والانتهاء من ملف تنظيم عمل البسطات في الأماكن المخصصة لها بأسرع ما يمكن.
خربشات على الهامش

Leave a Comment
Leave a Comment