الحرية – باسمة إسماعيل:
تعمل مديرية اتصالات اللاذقية على تنفيذ خطة تطوير شاملة لتحسين جودة خدمات الإنترنت والاتصالات، ضمن استراتيجية مدروسة تستهدف رفع كفاءة الشبكة وتوسيع التغطية الجغرافية، مع التركيز على المناطق الريفية التي لا تزال تعاني من ضعف البنية التحتية.
بيّن مسؤول متابعة اتصالات الساحل عبد القادر اليوسف، أن تدني جودة الإنترنت والانقطاعات المتكررة للاتصالات، تعود إلى اهتراء الشبكة النحاسية القديمة، وهو ما دفع الشركة إلى الشروع في مشروع استبدال تدريجي لهذه الشبكات بأخرى تعتمد على الكابلات الضوئية، لتحسين جودة الاتصال.
وأشار اليوسف في تصريحه لـ “الحرية” إلى أن خطة توسيع البوابات شملت عدة مراكز حيوية، منها على سبيل المثال مركز “اللاذقية الثاني” الذي يغذي قرى مثل ستمرخو، سقوبين، بسنادا، جب حسن، مؤكداً أن هناك فائضاً في البوابات بنسبة تصل إلى 80% في مراكز الأرياف، ما يسمح بتركيب فوري للخدمة عند توفر الطلب، وهناك خطط مستقبلية لتحسين وضع الأرياف.
ولم تغب التحديات الأمنية عن المشهد، إذ لفت اليوسف إلى أن السرقات المتكررة للكابلات والمعدات والتجهيزات في المجمعات الضوئية، تشكل أبرز المعوقات، رغم تنسيق المديرية مع المجتمع المحلي وجهات الحماية للحد منها، مشيراً إلى أن بعض المجمعات الضوئية تعاني من انقطاعات نتيجة تقنين الكهرباء، ويجري العمل حالياً على تغذيتها بالطاقة الشمسية كبديل مستدام.
وفي إطار رفع مستوى الأمان الفني وتقليل نسب الأعطال، أوضح اليوسف أن المديرية تعمل على تحويل الشبكات الهوائية إلى أرضية، مضيفاً أن جميع المشروعات الجديدة تنفذ بتقنيات الشبكات الأرضية، بما يضمن استقراراً أكبر للخدمة ويحد من تعرضها للتخريب.
أما في ما يخص توزيع البوابات الهاتفية وخدمة الإنترنت، أوضح أنه يتم وفق دراسة دقيقة لحجم الطلب في كل مركز، وتم خلال الفترة الأخيرة تركيب 8320 بوابة جديدة في عدد من المراكز، بما يراعي التوزع الجغرافي والتغطية العادلة.
وحول الخطط القادمة لتطوير الاتصالات والإنترنت، لفت اليوسف إلى أن الرؤية المستقبلية للمديرية تنسجم مع مشروع “برق” الوطني الذي أطلقته وزارة الاتصالات، الاستغناء عن الشبكات النحاسية والتحول الكامل إلى الشبكات الضوئية، والاعتماد بشكل أكبر على خدمات “فايبر نت”، ما سيحدث نقلة نوعية في مستوى الخدمات وسرعتها، ويعزز فرص الوصول الشامل إلى الإنترنت في مختلف أنحاء المحافظة، بما فيها القرى والمناطق النائية.