سوريا تطلق مؤتمر الأسمنت 2025.. خطة لإحياء الصناعة ومواجهة المنافسة الإقليمية

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ ماجد مخيبر:

برعاية وزارة الاقتصاد والصناعة، وبحضور رسمي ودبلوماسي، عُقد اليوم مؤتمر صحفي للإعلان عن إطلاق فعاليات مؤتمر ومعرض صناعة الأسمنت والمجبول البيتوني في سوريا لعام 2025.

ويهدف المعرض إلى جمع الشركات الصناعية والتجارية والخدمية العاملة في هذا القطاع، وفتح آفاق جديدة للتعاون وتبادل الخبرات وتطوير الصناعة الوطنية.

محمود فضيلة، مدير شركة “عمران”، أشار إلى عجز معامل الأسمنت المحلية عن تلبية متطلبات السوق السوري ومواكبة الطموحات التنموية، مُشيراً إلى معاناة كبيرة واجهتها هذه المنشآت في مرحلة ما بعد التحرير.

وأوضح فضيلة، في تصريح خاص لصحيفتنا “الحرية”، أن نهج الإدارة والحكومة السورية الجديدة في اعتماد آليات اقتصاد السوق جعل المنتج المحلي غير قادر على منافسة نظائره في الدول المجاورة.

وأعلن عن خطة إستراتيجية تهدف إلى تطوير وإعادة تأهيل معامل الأسمنت بالشراكة مع القطاع الخاص، عبر التعاون مع شركات معتمدة تمتلك خبرات واسعة وسجلاً حافلاً في هذا القطاع، إلى جانب توفر الكفاءة المالية والقدرات التقنية اللازمة لتطوير المنشآت القائمة أو إنشاء أخرى جديدة، و توقع مدير “عمران” أن تتم إعادة تأهيل هذه المعامل خلال مدة أقصاها سنتان، ما سيمكّن الصناعة المحلية من المنافسة الفعلية في السوق.

وخلال فعاليات المؤتمر الصحفي، أعلن مدير الشركة المنظمة جبرائيل الأشهب أنه تم توقيع اتفاقية بقيمة 200 مليون دولار لتأسيس معمل أسمنت جديد في ريف دمشق، وسيتم إعلان التفاصيل كاملة للمهتمين خلال فعاليات معرض الأسمنت والمجبول البيتوني في مدينة المعارض.

كما لفت الأشهب إلى أن المعرض سيجمع مصدّري ومصنعي الأسمنت والمجبول البيتوني في سوريا وعدداً من دول الجوار، إضافة إلى الخبراء والمسؤولين الحكوميين ذوي الصلة، وفي مكان واحد.

وأضاف الأشهب أن جلسات المؤتمر والمعرض ستتناول عدداً من المحاور وأوراق العمل التي تركز على التكنولوجيا الحديثة في صناعة الأسمنت.

فضيلة : مؤتمر الأسمنت فرصة لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص

مدير عام الشركة العامة للصناعة وتسويق الأسمنت، رداً على مداخلات الحضور، قال إن المعرض يشكل منصة أساسية لتعريف الشركات الطامحة للاستثمار في سوريا بعد التحرير، ويُعد الأول من نوعه في الداخل السوري، مؤكداً أن السوق السورية بحاجة للمنتجات الأسمنتية وثقافة استهلاكها.

كما أوضح فضيلة أن مرحلة “ما بعد التحرير” تعني انفتاحاً وسوقاً حرة مفتوحةً، وقدرات تنافسية، مشيراً إلى أن هذا ما دفع الشركات المحلية والإقليمية والدولية إلى الرغبة في أن تكون جزءاً من هذه السوق.

وتوقع أن تشهد السوق “حماساً متزايداً وتنافساً بين الشركات للحصول على الحصة الأكبر منه”، مستنداً إلى مشاركات سابقة.

منصة تجمع الجميع

وبيّن فضيلة أن دور المعرض يكمن في كونه منصة تجمع الجميع، حيث يتيح للشركات التعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة، والمنتجات الأسمنتية المختلفة، وحجم الاستهلاك المتوقع، وأهم المناطق الواعدة مثل المدن الصناعية ومناطق إعادة الإعمار.

وحول دور المؤسسة في المؤتمر، أكد أن دورها يتمثل في تقديم بيانات صحيحة وفرص استثمارية حقيقية للشركات الراغبة بالدخول إلى السوق، مشيراً إلى نموذج استثمار مصنع أسمنت طرطوس كأول استثمار حقيقي بعد المرحلة.

إحياء القطاع الصناعي

علماً أن المؤتمر يأتي في إطار خطة الوزارة لإحياء القطاع الصناعي وتعزيز دوره في عملية إعادة الإعمار، حيث يُعد الأسمنت والمجبول البيتوني عصب قطاع البناء والتعمير.

عروض حية لأحدث التقنيات

مدير الشركة المنظمة بدوره لفت إلى أن المعرض سيشهد عروضاً حية لأحدث المعدات والتقنيات المستخدمة في صناعة الأسمنت والمواد البيتونية، ما يفتح آفاقاً جديدة للشركات المحلية لتطوير منتجاتها وزيادة كفاءتها الإنتاجية.

وسيتضمن المؤتمر، الذي سيقام في الجناح الدولي رقم 1 خلال أيام 20 – 21 – 22، جلسات حوارية وورش عمل متخصصة، يناقش خلالها المشاركون مواضيع متنوعة، تتناول تحديات صناعة الأسمنت في سوريا وآفاق تطويرها، ودور الجهات الاستشارية والدراسات في تحسين جودة المنتجات المحلية، وتطرقت النقاشات إلى الفرص الاستثمارية في القطاع وسبل تعزيز التعاون الإقليمي.

كما سيُقام، بحسب الأشهب، معرضٌ تشارك فيه العشرات من الشركات المحلية والدولية، لعرض منتجاتها وتقنياتها الحديثة، ما يتيح للحضور فرصة الاطلاع على آخر المستجدات في هذا المجال.

Leave a Comment
آخر الأخبار