خلل السياسة النقدية يعيق النشاط الإنتاجي والاستهلاكي.. خبير: انخفاض سعر الدولار مفتعل

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- هناء غانم:

تواصل الليرة السورية تعزيز مواقعها أمام الدولار الذي انخفض سعره، وسط تحذيرات من خطورة ما يجري في السوق، وما يمثله الصعود الشبه وهمي لليرة السورية من خطر على ما تبقى من مدخرات السوريين.
ولتوضيح ذلك كشف الأستاذ الدكتور في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق عابد فضلية في حديثه لصحيفة “الحرية” أن سوريا   تواجه خلال هذه المرحلة العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية؛ ومن أكثر جوانب التحديات الاقتصادية وأكثرها إرباكاً للنشاط الإنتاجي والاستهلاكي، الخلل في السياسة النقدية التي تحكم حجم الكتلة المالية، لكونها أحد حدي التوازن مع الكتلة الإنتاجية سواء السلعية أو الخدمية الذي هو حجر الأساس في التوازن الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الكلي؛ مبيناً أن مستوى سعر الدولار الذي تقاس به قيمة العملة الوطنية ويقيس أو يحدد حجم الكتلة المالية؛ هو من أهم المؤشرات التي تحدد وتحكم التوازن الاقتصادي الذي بدوره يضبط ويحفز وتيرة النمو والتنمية الوطنية بمختلف جوانبها…  موضحاً أن سعر الدولار في السوق الموازية انخفض بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية لعدة أسباب داخلية موضوعية، وأهمها التقلص والجمود والركود الاقتصادي؛ وانعدام الاستثمار ومسك السيولة في المصارف ولدى كبار التجار… أما الأسباب غير الموضوعية، فهي تتعلق بالخوف والقلق والعامل النفسي  من جهة؛ ولأسباب مفتعلة غير مبررة، تتعلق بسلوكيات المضاربة من جهة أخرى.
مشيراً إلى وجود مجموعة ثالثة من الأسباب أساسها خارجي يتعلق بانعدام الأنشطة الاستثمارية والضعف الاقتصادي وعدم الاستقرار الأمني الدولي عموماً وفي دول الإقليم أو الجوار على وجه الخصوص..
فضلية أكد أن انخفاض سعر الدولار في سوريا هو ليس وهمياً (إلا جزئياً)؛ بل لأسباب ظرفية استثنائية “نصف مفتعلة”..
وخلص فضلية بالقول: إن استقرار قيمة الليرة.. وسعر الدولار يتعلق قبل كل شيء بالاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني داخلياً (وبنسبة ما خارجياً) .. وهذا غير منظور على المدى القصير؛ وربما يمكن توقعه على المدى المتوسط.. مشيراً إلى أن هذا الاستقرار النقدي والمالي مرتبط أيضاً ومباشرة بإزالة أو بتقليص المسببات التي تحدثنا عنها وهذا بالتأكيد ليس سهلاً.

Leave a Comment
آخر الأخبار