الحرية-طلال الكفيري:
لا يزال مركز المعالجة المتكامل في بلدة عريقة بالسويداء، والذي انطلق العمل به منذ عام 2010 خارج دائرة الاستثمار لتاريخه، بسبب عدم الانتهاء من كافة الأعمال المبرمة بالعقد المُوقع بين مديرية الخدمات الفنية أيام النظام المخلوع، وأحد متعهدي القطاع الخاص.
عدد من المهندسين الذين أشرفوا على هذا المشروع ذكروا لصحيفة الحرية، أن عدم إنجاز هذا المشروع مرده بالدرجة الأولى إلى إحجام المتعهدين حينها عن التقدم للمناقصات المعلن عنها من مديرية الخدمات الفنية، بسبب ارتفاع أسعار المواد البنائية حينها، وتذبذب أسعار الصرف في السوق المحلية، والأهم هو عدم قيام محافظة السويداء في ذلك الوقت بصرف فروقات الأسعار لهم. بينما المسألة الأهم هي تعرض موجودات المشروع للسرقات المتكررة، نتيجةً لخلوه من الحراس.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من المعقول والمنطق أن مشروعاً تبلغ تكلفته ملايين الليرات، يُترك من دون حراسة طوال هذه السنين؟ ألا يُعد ذلك إهمالاً من مسؤولي المحافظة، في عهد النظام البائد ، وخاصة أن ما أنجز من المشروع من أعمال بنائية وإنشائية قد عاد إلى نقطة الصفر، بسبب أعمال التخريب التي تعرض لها المشروع؟ علماً أنه أنجز من المشروع السور الخارجي والمبنى الإداري وخليتا طمر، إضافة لحفر بئري مياه، وكان العمل جارياً على تنفيذ سبع خلايا طمر صحية ومحطة فرز وتدوير للنفايات، إضافة إلى معمل لإنتاج السماد العضوي ومخزن للنفايات الخطرة، إلا أن هذه الأعمال توقفت إلى أجل غير مُسمى.
مدير الخدمات الفنية في السويداء المهندس فراس البعيني، أوضح أن الهدف من إحداث مركز لمعالجة النفايات، كان لرفع الضرر البيئي عن قرى وبلدات السويداء، بسبب الرمي العشوائي للنفايات ضمن مكبات غير نظامية، من خلال ترحيل هذه النفايات إلى المركز لتتم معالجتها، إلا أن هذا المشروع لم يكتمل إنجازه.
وأوضح مدير الخدمات الفنية في تصريح لصحيفة الحرية، أن هذا العام لم يتم رصد أي اعتماد مالي لمتابعة الأعمال المتبقية، ومن المتوقع أن موضوع النفايات الصلبة سيتم تعهيده لشركة خاصة من دمشق.