الحرية- لوريس عمران:
تستمر النساء في ريف جبلة بتحضير دبس الخرنوب، وهو منتج غذائي طبيعي يتم تحضيره باستخدام الطريقة التقليدية. تركز هذه العملية على استخلاص العصير من ثمار الخرنوب الناضجة في فصل الخريف، وتحويله إلى دبس كثيف المذاق، ما يشكل جزءاً من التراث الشعبي لأهالي المنطقة. هذه الفعالية الاجتماعية تجمع النساء من مختلف القرى، حيث يشتركن في صناعة الدبس خلال الأشهر الأخيرة من كل عام.
لحظات اجتماعية أثناء صناعة الدبس
في حديثهن لـ”الحرية”، أكدت مجموعة من النساء أنهن يبدأن في تحضير دبس الخرنوب في الأسابيع الأخيرة من فصل الخريف. حيث يتم جمع الثمار الناضجة، ثم غسلها وغليها لفترة طويلة لاستخلاص العصير، بعد ذلك يتم تصفيته وإعادته إلى الغليان حتى يصبح سميكاً. مبيّن أن هذا العمل لا يقتصر على التحضير فقط، بل يشهد تفاعلاً اجتماعياً، حيث تتبادل النساء الأحاديث مع الجيران، بالإضافة إلى مناقشة أخبار المنطقة. أيضاً يُعتبر هذا النشاط فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع المحلي.
غذاء طبيعي ومغذٍ
في السياق نفسه، أوضحت زينب علي، الصيدلانية والباحثة في علم الأعشاب، أن دبس الخرنوب له تأثير إيجابي على تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع في ريف جبلة. بالإضافة إلى كونه منتجاً غذائياً مفيداً، حيث يحتوي على مكونات مغذية مثل السكريات الطبيعية، الألياف، والمعادن مثل الحديد والكالسيوم، فضلاً عن مضادات الأكسدة. لافتة إلى أنه على الرغم من الفوائد الكبيرة لهذا المنتج، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم.
بديل صحي للسكريات المكررة
من جانبه، بيّن المهندس الزراعي ياسر حسن أن صناعة دبس الخرنوب تعتبر من أقدم الحرف التقليدية في ريف جبلة، حيث حافظ عليها الأهالي عبر الأجيال. منوهاً بأنه يتميّز بفوائده الصحية، إذ أصبح العديد من العائلات يستخدمونه كبديل طبيعي للسكريات المكررة في طعامهم. لافتاً إلى أن النساء في المنطقة يتعاونّ في تحضيره خلال موسم الخريف.
وأكد حسن أن دبس الخرنوب يعد جزءاً من التراث الشعبي في المناطق الريفية السورية، حيث يواصل الأهالي الحفاظ على تقاليدهم القديمة، ويمتنون الروابط الاجتماعية من خلال المشاركة في هذا العمل الجماعي.