في ذكرى تأسيسها.. الخوذ البيضاء من رحم الألم إلى درع الوطن في إدارة الكوارث

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- علاء الدين إسماعيل:

تأسست منظمة الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم “الخوذ البيضاء”، في ظل ظروف قاسية وصعبة، حيث نشأت من رحم الألم والمعاناة التي عاشها الشعب السوري. ورغم غياب التمويل، وحملات التشويه، والاستهداف السياسي، استطاعت هذه المنظمة أن تتحول إلى ذراع وطنية فاعلة في إدارة الكوارث، لتكون شاهداً حياً على قدرة السوريين على التنظيم والمبادرة حتى في أقسى اللحظات.

البدايات التطوعية

وبيّن مدير الدفاع المدني في سوريا، منير مصطفى بتصريح خاص لصحيفة “الحرية” أنه في البداية، تشكّلت فرق تطوعية من أبناء الشعب السوري، تضم أطباء ومحامين وطلاباً وعمالاً بمهن مختلفة، وقد حملت هذه الفرق مسميات محلية متعددة، مثل الهيئة العامة للدفاع المدني في الغوطة بريف دمشق، وفوج الإطفاء الحر في حمص، والدفاع المدني الحر في حلب.
كان الهدف الأساسي لهذه الفرق هو تقديم المساعدة للمواطنين المتضررين من النزاع المستمر، وتخفيف معاناتهم.

تأسيس الخوذ البيضاء

وأضاف: في عام 2014، تم ترتيب لقاء تاريخي جمع 72 قائداً من فرق الدفاع المدني. حضر بعضهم الاجتماع بشكل مباشر، بينما شارك الآخرون عبر الإنترنت، خلال هذا اللقاء، تم توقيع الميثاق التأسيسي للدفاع المدني السوري، الذي عُرف لاحقاً باسم “الخوذ البيضاء” بعد ذلك، اندمجت المنظمة رسمياً ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، ما منحها إطاراً قانونياً يعزز من قدرتها على العمل.

دور محوري خلال الكوارث

وتابع خلال كارثة الزلزال التي ضربت مناطق شمال غرب سوريا في شباط 2023، كان للدفاع المدني السوري دور محوري في إيصال صوت المناطق المنكوبة إلى العالم. ساهمت جهودهم في فتح المعابر بعد ستة أيام من الكارثة، ما سمح بإدخال المساعدات الإنسانية. ورغم الإمكانيات البسيطة التي كانت بحوزتهم، حققوا إنجازات ملحوظة في عمليات الإنقاذ.

وأشار الى أن الفرق عملت على مدار الساعة بمساعدة من عدة دول لإطفاء الحرائق في مناطق مختلفة، وقدمت تضحيات بالأرواح خلال عملها، حيث أنقذت أكثر من 128 ألف مدني، بينما ارتقى 325 متطوعاً من فرقها شهداء في سبيل أداء واجبهم الإنساني.

استقطاب الكوادر والتدريب

وأوضح أن المنظمة تعمل حالياً على استقطاب كوادر جديدة بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية، ضمن إطار قانوني حكومي.
كما تم إطلاق تدريبات ومناورات مشتركة مع الدفاع المدني القطري والفرنسي، ويتم التحضير لبرامج تدريبية في قطروالأردن بهدف تطوير القدرات وتعزيز مرونة العمل الإنساني والمجتمعي.

رؤية المستقبل

وأكد المصطفى أن شهداء الدفاع المدني هم سراجهم في العتمة، حيث ضحوا بروحهم لنكمل الطريق ونبني دولة قائمة على أسس صحيحة من الإدارة والحوكمة والعدالة، وفي كل محنة يظهر بطل، وفي كل كارثة ينهض الشعب السوري ليكون أول المستجيبين وأول الداعمين.

وختم قائلاً تظل “الخوذ البيضاء” رمزاً للأمل والتضحية في وجه الأزمات، وتجسد الإرادة القوية للشعب السوري في مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل.

Leave a Comment
آخر الأخبار