درّاجات الموت المجاني

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

تشهد شوارع ‎المدن السورية ازدياداً ملحوظاً في حوادث السير المرتبطة بشكل مباشر بقيادة ‎الدراجات النارية، التي ضاقت المدن ذرعاً بها، لدرجة بات يطلق عليها بين الأوساط الاجتماعية ” دراجات الموت المجاني ” لما تسببه من حوادث ووفيات خصوصاً في صفوف ‎المراهقين، في ظل انتشار ظاهرة “تشبيب الدراجات” التي يتفنن المراهقون بقيادتها بتهور من دون رقابة أو ترخيص. وهذا الانفلات الحاصل في عالم الدراجات النارية لم يعد مجرد سلوك فردي، بل خطر جماعي يهدد سلامة المجتمع برمته.

“من أمن العقوبة أساء الأدب” هكذا هم سائقو الدراجات النارية، لم تعد تجدِ معهم التوعية المرورية. وهؤلاء السائقون وأغلبهم مراهقون تصعب السيطرة على تصرفاتهم ولا يدركون المسؤولية ولن تنفع معهم الإرشادات والتوعية المرورية. ولن تجدي معهم إلّا العقوبات الصارمة، من يراقب لدقائق شوارع هذه المدينة أو تلك سيجد أنها قد تحولت، إلى مساحات مفتوحة أمام فوضى السير ليلاً، حيث تنتشر الدراجات النارية التي تسير بسرعة مفرطة، وكذلك في الاتجاه المعاكس، وتقتحم الأرصفة بشكل مقلق يهدد سلامة المارة ويعرض حياتهم للخطر.

وحسب ما تمت مشاهدته ميدانياً أكثر من مرة، فإن عدداً من مستخدمي الدراجات النارية يعمدون إلى ركوب الدراجات فوق الأرصفة، دون أدنى اعتبار لسلامة المارة ومنهم كبار السن والأطفال، ما يخلق جواً من الخوف وسط المواطنين خصوصاً الأطفال منهم.

امتعاض كبير بين الناس باتت تخلّفه ظاهرة الدراجات النارية المخالفة وتفشّي هذا السلوك السلبي، معتبرين أن ما يجري يشكل انتهاكاً صريحاً لقانون السير ويهدد الأمن الطرقي بالمدن، فالبعض بات يحسب للدراجات النارية ألف حساب ما إذا أراد النزول إلى السوق بقصد التسوق تفادياً للسير على الأرصفة أو تغيير مساراتهم لتجنب الاصطدامات المفاجئة، ما ينعكس سلباً على راحة المواطنين.

وفي ظل هذا الوضع، تتعالى أصوات مطالبة بالحد من الدراجات النارية وتشديد المراقبة من قبل عناصر المرور الذين حققوا خلال فترة العيد حضوراً جيداً في سبيل الحد من ظاهرة الدراجات النارية المخالفة وحوادثها، ما يستدعي القيام بتحرك عاجل لوضع قوانين مرورية صارمة تحدد العمر القانوني وتفرض رخصة قيادة خاصة وتمنع أي تعديل تقني يزيد من سرعة الدراجة أو صوتها، وردع كل من يهدد سلامة المواطنين في الأماكن العامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار