“دليفري الكتاب” لأول مرة في طرطوس

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- ثناء عليان:

لن يتكلف محبو القراءة واقتناء الكتب في طرطوس بعد اليوم عناء البحث عن العناوين التي يريدونها بعد أن أصبحت خدمة “دليفري الكتب” متوفرة لديهم وبأسعار تناسب الجميع، وما على القارئ إلّا الاتصال وطلب الكتاب الذي يريده عن طريق صفحة موجودة على التواصل الاجتماعي “Delivery Book” أو عبر رقم خاص، أو من خلال سيارة حمراء تقف كل يوم خميس على الكورنيش البحري في طرطوس.

كتب قديمة بطبعات أصلية

طبعاً فكرة تسوق الكتب عن طريق الإنترنت ليست جديدة في سوريا، ولكن الجديد هو تسويق الكتب من خلال وجود سيارة محملة بجميع أنواع الكتب.
صاحب الفكرة بلال خليفة ابن الرقة المقيم في طرطوس منذ سنوات طويلة بيّن لصحيفتنا “الحرية” أنه بدأ في التسويق لجميع أنواع الكتب عبر الإنترنت من ثلاث سنوات بمساعدة أصدقائه، حيث وصل إلى مرحلة يستطيع فيها تأمين أي كتاب ممكن أن يطلبه القارئ.

الشاب بلال خليفة: المشروع غير مربح لكنه ممتع

اتجه خليفة للاهتمام بالكتب القديمة بطبعاتها الأصلية غير المتوفرة كثيراً في السوق، رغبة منه بالتشجيع على القراءة، وإيصال القارئ لمرحلة لا يعرف فيها الملل، وهذا دفعه لتطوير نوعية الكتب وطريقة عرضها بطريقة تظهر قيمتها الثقافية للوصول إلى أكبر قدر من القراء في كل المحافظات السورية، وتلبية مطالبهم عن طريق الأصدقاء أو من خلال شركات النقل المتوفرة، كما استطاع الوصول إلى متابعين من خارج القطر.

خدمة اختيار الكتاب

وأضاف خليفة: توجد لدينا خدمة اختيار الكتب المناسبة لكل من يرغب بإهداء كتابٍ مميز لصديق، ويشعر بالحيرة حول الكتاب المناسب له، أو للأشخاص الذين يرغب في إهدائهم، إذ نقوم بالتعاون معه للحصول على فهم شامل لأنواع الكتب التي يحبونها، ومن ثم نقدم له قائمة من الكتب التي يمكنهم الاستمتاع بها، ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فنحن نقوم بتوصيل الكتاب المناسب للمستلم مباشرة، من دون عناء، وكل ما عليه فعله هو الاختيار والدفع، ونحن نتولى بقية الأمور.

السيارة مكتبة وبسطة

ويتابع خليفة: مؤخراً بسبب الوضع الاقتصادي والنفسي السيئ لدى أغلب السوريين، والحلم المؤقت الذي قررنا أن نعيشه، وبهدف تسهيل شراء الكتاب للقارئ بأفضل الأسعار وبأسرع طريقه ممكنة، ولدت فكرة السيارة المتنقلة وقد لاقت ترحيباً لدى جميع المهتمين بالكتاب وحتى عند غير المهتمين، حيث نقف كل خميس على كورنيش طرطوس البحري، السيارة صغيرة وهي مكتبة وبسطة في آن واحد، يتوقف عندها أناس كثيرون منهم من يسأل.. ومنهم من يضحك، وبعضهم يتصفحون الكتب ويطلعون على العناوين الموجودة ولكنهم لا يأخذون أي كتاب إلّا أنهم يعبرون عن تأييدهم للفكرة، وهناك من يقلّب صفحات الكتب وكأنهم يفتشون عن شيء ضاع منهم منذ زمن، طبعاً السيارة لا توجد فيها رفوف ولا لافتات ضخمة، ولكن كتبها تنتظر قارئاً، وعيوناً تلمع أول ما تقع على غلاف يشبهها.

عناوين مناسبة ونخبة مثقفة

وعن الصعوبات التي تواجه خليفة قال: هناك صعوبة بعمليه الشراء وبتأمين بعض الكتب، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أي دعم للكتاب في بلدنا، ورغم هذا هناك نسبة لا بأس بها من النخبة المثقفة في البلد تتابعنا وتدعمنا، لأننا استطعنا بفترة قصيرة أن نكسب ثقتهم من خلال تلبية مطالبهم وتأمين أي كتاب يريدونه مع إيصاله لمنازلهم.
وفيما يخص العناوين المتوفرة أكد خليفة أنه توجد عناوين مناسبة لجميع الأعمار من روايات وقصص عالمية وعربية وكتب علمية وفلسفية.
في الختام أكد بلال خليفة أنه يحمل إجازة في الاقتصاد ويكمل دراسته الماجستير في إدارة الأعمال، يطبق ما تعلمه من خلال عمله بتسويق الكتب عن طريق الإنترنت وبوساطة سيارته التي تعد مكتبة متنقلة، يشعر بالمتعة بعمله رغم أنه غير مربح مثل أي مشروع آخر، كما يشعر بالرضا والسعادة عندما يحصل على بعض الكتب المطلوبة من دور نشر خارجية في الدول الأخرى لإرضاء القارئ.

Leave a Comment
آخر الأخبار