الحرية – ربا أحمد:
بدأت اليوم زيارة رسمية لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ أكثر من ربع قرن، وتأتي هذه الزيارة في لحظة مفصلية من التحولات الإقليمية والدولية، وسط آمال بأن تفتح صفحة جديدة في العلاقات السورية–الأمريكية وتُعيد تموضع سوريا على خريطة السياسة العالمية.
ومن المقرر أن يجتمع خلالها مع مشرعين أمريكيين لمناقشة رفع العقوبات الأمريكية المتبقية على البلاد.
وحول أهمية الزيارة، أكد الكاتب محمد مصطفى أن سوريا بقيت، خلال عقود طويلة، خارج إطار السياسة الدولية الفاعلة، وخرجت من المحافل العالمية نتيجة سياسات قائمة على تحالفات ضيقة لا تخدم مصالح البلاد، ما أدى إلى دفع ثمن باهظ.
ويُعد بدء العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية تصحيحاً واسعاً للمسار السياسي، فهي من الدول العظمى والمحرك الأساسي للسياسة الدولية. وخسارة العلاقة معها تمثل خسارة كبيرة للدبلوماسية السورية، ولجهود تحقيق نتائج في الصراعات مع إسرائيل، وفي تأمين المصالح السياسية والاقتصادية، إضافة إلى رفع العقوبات التي أرهقت الاقتصاد السوري وأثّرت على لقمة عيش المواطنين.
ولفت مصطفى إلى أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى الولايات المتحدة تمثل أولى ثمار نجاح السياسة الخارجية السورية، كما أنها اعتراف حقيقي من المجتمع الدولي بالحكومة المؤقتة، ودفع سياسي واقتصادي لها على الأرض. وهي جزء من حل إشكاليات بقيت عالقة لعقود بسبب النظام السابق، مع الحفاظ على السيادة الوطنية.
وأشار مصطفى إلى أن من يعتقد أن أحدًا يمكنه مجاراة السياسة الأمريكية عالمياً فهو واهم، فهي دينامو السياسة الدولية. وكان تعاون المبعوث الامريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك في انطلاق الدولة السورية بعد التحرير خطوة مهمة، وكان لا بد أن تتوّج بهذه الزيارة، التي تمثل فصلاً جديداً من العلاقات الدبلوماسية، وتمنح القرارات شرعية كبيرة على الأرض.
وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن الخارجية السورية ترسم اليوم منهجًا ناجحًا في توسيع دائرة علاقاتها عالمياً، ضمن إطار المصالح واحترام السيادة. وهذا يُحسب لها في وقت قصير جدًا على الساحة الدولية، ما يُعد نجاحًا للرئاسة السورية في محاولة استعادة مكانة سوريا دولياً.