متابعة – أمين الدريوسي:
في هجومٍ شنيعٍ هزّ ضمير الإنسانية، استهدف انتحاري تابع لتنظيم «داعش» الإرهابي كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق أمس، مخلفاً عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى، وهذه الجريمةُ لم تكن اعتداء على السوريين فحسب، بل طعنةً في صميم التعايشِ الديني وقدسيةِ دور العبادة.
وهذه الجريمة لم تكن مجرد هجومٍ إرهابيٍّ عابرٍ، بل اختبار لوحدة الإنسانية في مواجهة الظلام، ورسالةُ القادة والمنظمات والكنائس أوضحت أن دمشق ليست وحدها.. فدمُ الأبرياء فيها يصرخ في ضمير العالم ”لا للكراهية.. نعم للسلام!”
فقد وصف الاتحاد الأوروبي هذا الهجومَ بـ«الشنيع والجبان»، مؤكداً على ضرورة القضاء التام على «داعش»، وأعلن دعمه لجهود السلطات السورية في حماية المدنيين دون تمييز، وتعازيه لأسر الضحايا.
بدوره عبر الرئيس الفرنسي عن صدمته واستنكاره للتفجير الإرهابي، وقال في تغريدةٍ له على «إكس»: «ندعم الشعب السوري في كفاحه ضد الإرهاب ومن أجل عودة السلام».
كما أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «الهجوم الإرهابي الشنيع»، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري وحكومته.
وقال أردوغان في منشور عبر منصة «إكس»: «أدين الهجوم الإرهابي الشنيع على كنيسة في دمشق، وأعزي أسر الضحايا والحكومة والشعب في سوريا»، وأضاف: «لن نسمح باستدراج سوريا مجدداً إلى بيئة غير مستقرة بواسطة تنظيمات إرهابية تابعة للغير، وسنستمر بدعم الحكومة السورية في مساعيها لمكافحة الإرهاب».
وأكد الرئيس التركي أن بلاده تقف إلى جانب الشعب السوري وحكومته في مواجهة «هذا العمل الإرهابي الدنيء الذي يستهدف أمن سوريا وسلامتها ووئامها الداخلي وثقافة العيش المشترك واستقرار المنطقة».
كذلك أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بشدة، التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، مؤكداً تضامنه “الكامل” مع سوريا في مكافحة الإرهاب.
وفي بيان له نشره الموقع الرسمي للمجلس، جدد الأمين العام جاسم محمد البديوي، وقوف دول مجلس التعاون إلى جانب سوريا، قيادةً وشعباً، وتضامنه الكامل معها في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار، مطالباً بتكاتف جميع القوى الإقليمية والدولية لدعم الجهود السورية في هذا المجال.
بدورها أدانت الكنيستان القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية الهجومَ باعتباره اعتداءً على حق الإنسان في ممارسة شعائره بأمان، ووصفته الكنيسة الكاثوليكية بأنه جريمةٌ ضد قدسية دور العبادة.
وقالت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في بيان على موقعها: «إننا ندين هذا العمل الآثم وكل ما يشابهه من أشكال العنف والتخويف وحرمان أي إنسان من حقه الطبيعي في الحياة الآمنة»، وأعربت عن تعازيها لأسر الضحايا، متمنيةً الشفاء العاجل للمصابين، وأن تنعم سوريا وكل بلاد منطقتنا والعالم بالطمأنينة والسلام.
من جانبها أدانت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، التفجير الإرهابي، معربةً عن تعازيها لأسر الضحايا الذين ارتقوا إثر التفجير الانتحاري الغادر، الذي استهدف الكنيسة أمس.
وجاء في بيان صادر عن الكنيسة، وقع عليه البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر: إننا نؤكد أن هذا العمل الإرهابي لا يستهدف فقط أرواح الأبرياء، بل يُعد اعتداءً على قدسية دور العبادة، وعلى حق الإنسان في ممارسة شعائره بحرية وأمان”، مشددةً على أن العنف لا يمكن أن يكون أبداً طريقاً إلى تحقيق السلام أو العدالة.
وعبّرت الكنيسة عن تضامنها الكامل مع كل أبناء الشعب السوري في هذا المصاب الأليم، داعيةً الجميع إلى التكاتف في وجه كل أشكال الكراهية والتطرف.
كذلك أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط بشدة التفجير الإرهابي، معرباً عن تعازيه لأسر الضحايا والمصابين، ومواساته للحكومة والشعب السوري.
وقال المتحدث باسم الأمين العام جمال رشدي، في تصريح له: إن أبو الغيط أشار إلى الخطورة التي لا تزال تمثلها التنظيمات الإرهابية، ولا سيما تنظيم “داعش”، معرباً عن الأمل في أن تتمكن الحكومة السورية من التصدي لهذه التنظيمات الإرهابية وغيرها ممن يستهدفون السلم الأهلي في سوريا والإقليم.
وأكد أبو الغيط تضامن الجامعة العربية مع سوريا حكومة وشعباً، ودعمها للجهود التي تحفظ حقوق جميع أبناء الشعب السوري، وتحقق طموحاته في الاستقرار والتنمية.
حذر الأمين العام من خطورة تنظيم “داعش”، معرباً عن تضامن الجامعة مع سوريا في تحقيق الاستقرار والتنمية.
وفي لبنان أدان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التفجير الإرهابي داخل كنيسة مار إلياس، ودعا إلى تغليب لغة المحبة والحوار واحترام الآخر لإحلال السلام في سوريا.
ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن المكتب الإعلامي للبطريرك الراعي قوله في بيان: «آلمت غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جريمة التفجير الإرهابي الذي وقع أمس، داخل كنيسة مار إلياس في الدويلعة في العاصمة السورية دمشق».
وأوضح أن البطريرك الراعي يدين كل أنواع العنف والتعدّي على دور العبادة والصلاة، وعلى المواطنين الآمنين، ويدعو إلى رفع الصلوات والعمل داخلياً وخارجياً على تغليب لغة المحبة والحوار واحترام الآخر، لإحلال السلام ليس في سوريا وحسب وإنما في جميع دول المنطقة.
كذلك استنكرت دولة الكويت هذا التفجير معربة في بيان لوزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين للهجوم الإرهابيّ ورفضها لكل اشكال العنف.
وأكدت الوزارة في بيانٍ نشر على وكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم موقف دولة الكويت الثابت والرافض لكل أشكال العنف والإرهاب مهما كانت دوافعه.
وتقدمتِ الوزارة بأصدق تعازي دولة الكويت لحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية وأسر الضحايا، متمنِّيةً الشفاءِ العاجل للمُصابين.