الحرية- غيداء حسن:
ظهرت زراعة الأنفاق خلال السنوات القليلة الفائتة في شمال غرب سورية، وخاصة في سهل الروج وجبل الزاوية وقرى محيطة بمدينة الدانا، كما انتشرت في محافظات أخرى كالسويداء والجزيرة. فما هي هذه الزراعة وما أهميتها؟
يبيّن المهندس الزراعي موسى البكر أن زراعة الأنفاق أسلوب زراعي، يقوم على تغطية أنفاق طولية بأغطية من النايلون البلاستيكية، وذلك لإنتاج خضار صيفية مبكرة وطرحها في الأسواق قبل موسمها.
ويتكون النفق البلاستيكي من سلك معدني مقوّس، إذ يقوم المزارعون بوضع قطع من أكياس النايلون الشفاف لذلك الغرض فوق الأسلاك المعدنية مع تثبيت طرف منه بالتربة، فيما يتم تثبيت الطرف الآخر بأكياس مليئة بالتراب، وذلك لتسهيل فتح النفق وإغلاقه أثناء متابعة نمو المحاصيل. إذاً هي أشبه بالبيت البلاستيكي الصغير.
الغاية من الأنفاق أن تقاوم النباتات العوامل الجوية، وأهمها الصقيع ومن ثم الأمطار الغزيرة جداً، وبعدها يتم “تكشيف” النباتات بعد أن تصبح الأجواء ملائمة لنمو النباتات بشكل طبيعي.
وحسب المهندس البكر، توفر هذه النوعية من التقنية الزراعية بيئة مناسبة لنمو المحاصيل، وتؤمن حماية النباتات من جميع الآفات وتقلبات الطقس، والفكرة منها هي الحصول على خضراوات مبكرة قبل نزولها إلى الأسواق بحوالي من عشرين يوماً إلى الشهر، وطبعاً هذه العملية مكلفة للمزارع نوعاً ما بالتكلفة التأسيسية، إذ تتراوح للدونم الواحد بين 150 وحتى الـ200 دولار، بحسب أنواع الأسمدة العضوية والنايلون وشبكات التنقيط وغيرها، وحتى بالنسبة للفلاحة. ولكن سيعوضها بفرق الأسعار، لأن هذه الزراعة تكون أولية وستدخل على السوق بشكل مباشر، ما يعني أن سعرها سيكون بين ضعفين ونصف إلى ثلاثة أضعاف السعر.
ويشير م. البكر إلى أن الأراضي المناسبة لهذا النوع من الزراعات في العموم التربة الحمراء الجيدة الصرف، ومن المفروض أيضاً وجود مصادر مياه قريبة، فهذه الزراعات تزرع مروية وليست بعلاً.
وهي مهمة جداً في زيادة الإنتاج، ويمكن الزراعة فيها ضمن الزراعات البينية، أي زراعة الأنفاق بين الأشجار، وخاصة اللوزيات أو بالعموم متساقطات الأوراق التي يبدأ فيها الزهر والورق من الربيع وبعده.
كما أن جدواها الاقتصادية عالية جداً، والخضراوات التي تزرع بشكل رئيسي هما محصولان الخيار والكوسا، وطبعاً هناك أنواع أخرى تزرع لاحقاً كالفاصولياء واللوبياء وبعدها ممكن الفليفلة، أي الخضراوات بالعموم.