‏«ذا اندبندنت»: 12 يوماً من النار.. و«سلام ترامب» المزعوم يتبخر في ساعات

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

ترجمة وتحرير: لمى سليمان:

أعلن ترامب وقف إطلاق النار المتبادل بين إيران وإسرائيل ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت ‏المحلي، ولكن لم تمض ساعات، حتى أصبح هذا الاتفاق «الهشّ» في خطر، ما أثار تساؤلات حول مدة ‏استمراره.‏

وحسب صحيفة «الاندبندنت» بنسختها الأمريكية فقد تعرضت إسرائيل لهجمات صاروخية إيرانية ‏متعددة بعد ساعات من إعلان دونالد ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار، ما دفع وزير خارجيتها إلى ‏اتهام طهران بانتهاك الاتفاق، وعلى ما يبدو فهذا الاتفاق لم يكن بمثابة وقف إطلاق نار منتصر كما روّج ‏له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين عشية وضحاها.‏

وحسب «الاندبندنت» فقد أسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في مدينة بئر السبع، ‏وبينما نجحت إسرائيل في تقويض معظم القدرات النووية الإيرانية – بمساعدة الولايات المتحدة وقنابلها ‏الخارقة للتحصينات التي هاجمت أكثر مواقعها حساسية في فوردو – فإن الحكومة الإيرانية لا تزال على ‏حالها.‏

وفي حين أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي أنه سيلتزم بوقف إطلاق النار، الذي قد يستغرق يوماً ليدخل ‏حيز التنفيذ مع تقليص كل من إسرائيل وإيران لعملياتهما، وبعد أن بدا كل شيء واعداً للغاية صباح ‏الثلاثاء عندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة إسرائيل على وقف الأعمال العدائية، ‏ليخرج بعد ساعات وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس متوعداً برد قوي على قلب طهران.‏

وتابعت الصحيفة أنه بعد أن صرح وزير الخارجية الإيراني، بأن بلاده ستتوقف عن إطلاق الصواريخ ‏الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي إذا أوقفت إسرائيل هجماتها أيضاً، لكن هذا التصريح لم يكد ‏ينتهي حتى شنت طهران ما يصل إلى خمس موجات من الهجمات خلال الساعات الأربع التالية.‏

وقد هنأ ترامب على موقعه «تروث سوشيال» كلا البلدين قائلاً: «بافتراض أن كل شيء يسير كما ‏ينبغي، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ كلا البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة على التحمل ‏والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يُسمى بحرب الـ ١٢ يوماً».‏

ليرد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور له على موقع ‏X»‏»: «سيُتخذ القرار النهائي ‏بشأن وقف عملياتنا العسكرية لاحقاً».‏

وحسب الاندبندنت فإن كبار مسؤولي البيت الأبيض فوجئوا بإعلان ترامب المفاجئ عن وقف إطلاق ‏النار في أعقاب الهجمات الانتقامية الإيرانية على قاعدة العديد الجوية الأمريكية الضخمة في قطر.‏

في حين أنه تم الابلاغ عن الهجمات على الأهداف الأمريكية مسبقاً عبر اتصالات دبلوماسية إلى الولايات ‏المتحدة وقطر، وكانت رمزية تماماً وتم إسقاط جميع الصواريخ القادمة من إيران، باستثناء صاروخ ‏واحد، ولكنها لم تُلحق أي أضرار تُذكر.‏

وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرين بالإخلاء في أقل من ساعتين لسكان ‏مناطق في طهران، في إشارة إلى عزم إسرائيل مواصلة هجومها على إيران على الأقل حتى بدء وقف ‏إطلاق النار الرسمي.‏

وبالنظر إلى مدى الصدمة التي أصابت الإسرائيليين من جراء الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة ‏الإيرانية التي استمرت 12 يوماً، تقول الصحيفة، ليس من المستغرب أن يعلن نتنياهو عن وقفة مؤقتة ‏للحملة الإسرائيلية، مهما كانت قصيرة، فقد أصيبت إسرائيل بالشلل طوال الأيام الـ 12 الماضية، ويقدر ‏المسؤولون العسكريون أن إيران قادرة على مواصلة مستويات الهجوم الحالية بما يصل إلى 20 صاروخاً ‏يومياً إلى أجل غير مسمى.‏

في المقابل، هاجم الإسرائيليون القدرة النووية الإيرانية، وبرنامج الصواريخ، والقيادة العسكرية، ‏واستهدفوا مؤخراً مؤسسات القمع الداخلي، وأبرزها قوات الباسيج.‏

وقد صرّح نتنياهو مراراً وتكراراً بأن الحملة كانت تهدف، جزئياً، إلى إحداث تغيير في النظام من خلال ‏دعوة الإيرانيين إلى الثورة ضد النظام الديني الذي يحكمهم. وفي بداية الهجمات الإسرائيلية الأحادية ‏الجانب، قال: «هناك شيء واحد يخشاه نظام خامنئي أكثر من إسرائيل. هل تعلمون ما هو؟ إنه أنتم – ‏شعب إيران، ولهذا السبب فهم يُنفقون الكثير من الوقت والمال في محاولة سحق آمالكم وكبح أحلامكم».‏

أي هدنة دائمة الآن ستُثنيه كثيراً عن نيته الاستراتيجية طويلة المدى لتغيير النظام في إيران.‏

وأكد المقال أن إيران عازمة على الحفاظ على الجمهورية الإسلامية، لكنها ستواجه لاحقاً مطالب بعمليات ‏تفتيش شديدة التطفل من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كجزء من أي اتفاق طويل الأمد، في المقابل، ‏أظهرت الهجمات الإسرائيلية أيضاً أن أفضل ضمان لأمن إيران قد يكون تطوير سلاح نووي.‏

وختمت الاندبندنت: لا يزال موقف ترامب من قضية تغيير النظام غير واضح، في بداية الحملة ‏الإسرائيلية، تفاخر بأن الولايات المتحدة تعرف مكان تواجد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقال ‏إن الولايات المتحدة لم تُقرر بعد القضاء عليه. والآن، يُشيد الرئيس الأمريكي بجميع المعنيين على ‏حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار