ترجمة وتحرير: لمى سليمان:
أعلن ترامب وقف إطلاق النار المتبادل بين إيران وإسرائيل ابتداءً من الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، ولكن لم تمض ساعات، حتى أصبح هذا الاتفاق «الهشّ» في خطر، ما أثار تساؤلات حول مدة استمراره.
وحسب صحيفة «الاندبندنت» بنسختها الأمريكية فقد تعرضت إسرائيل لهجمات صاروخية إيرانية متعددة بعد ساعات من إعلان دونالد ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار، ما دفع وزير خارجيتها إلى اتهام طهران بانتهاك الاتفاق، وعلى ما يبدو فهذا الاتفاق لم يكن بمثابة وقف إطلاق نار منتصر كما روّج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين عشية وضحاها.
وحسب «الاندبندنت» فقد أسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل ثلاثة إسرائيليين في مدينة بئر السبع، وبينما نجحت إسرائيل في تقويض معظم القدرات النووية الإيرانية – بمساعدة الولايات المتحدة وقنابلها الخارقة للتحصينات التي هاجمت أكثر مواقعها حساسية في فوردو – فإن الحكومة الإيرانية لا تزال على حالها.
وفي حين أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي أنه سيلتزم بوقف إطلاق النار، الذي قد يستغرق يوماً ليدخل حيز التنفيذ مع تقليص كل من إسرائيل وإيران لعملياتهما، وبعد أن بدا كل شيء واعداً للغاية صباح الثلاثاء عندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة إسرائيل على وقف الأعمال العدائية، ليخرج بعد ساعات وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس متوعداً برد قوي على قلب طهران.
وتابعت الصحيفة أنه بعد أن صرح وزير الخارجية الإيراني، بأن بلاده ستتوقف عن إطلاق الصواريخ الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي إذا أوقفت إسرائيل هجماتها أيضاً، لكن هذا التصريح لم يكد ينتهي حتى شنت طهران ما يصل إلى خمس موجات من الهجمات خلال الساعات الأربع التالية.
وقد هنأ ترامب على موقعه «تروث سوشيال» كلا البلدين قائلاً: «بافتراض أن كل شيء يسير كما ينبغي، وهو ما سيحدث، أود أن أهنئ كلا البلدين، إسرائيل وإيران، على امتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء ما يُسمى بحرب الـ ١٢ يوماً».
ليرد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور له على موقع X»»: «سيُتخذ القرار النهائي بشأن وقف عملياتنا العسكرية لاحقاً».
وحسب الاندبندنت فإن كبار مسؤولي البيت الأبيض فوجئوا بإعلان ترامب المفاجئ عن وقف إطلاق النار في أعقاب الهجمات الانتقامية الإيرانية على قاعدة العديد الجوية الأمريكية الضخمة في قطر.
في حين أنه تم الابلاغ عن الهجمات على الأهداف الأمريكية مسبقاً عبر اتصالات دبلوماسية إلى الولايات المتحدة وقطر، وكانت رمزية تماماً وتم إسقاط جميع الصواريخ القادمة من إيران، باستثناء صاروخ واحد، ولكنها لم تُلحق أي أضرار تُذكر.
وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرين بالإخلاء في أقل من ساعتين لسكان مناطق في طهران، في إشارة إلى عزم إسرائيل مواصلة هجومها على إيران على الأقل حتى بدء وقف إطلاق النار الرسمي.
وبالنظر إلى مدى الصدمة التي أصابت الإسرائيليين من جراء الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية التي استمرت 12 يوماً، تقول الصحيفة، ليس من المستغرب أن يعلن نتنياهو عن وقفة مؤقتة للحملة الإسرائيلية، مهما كانت قصيرة، فقد أصيبت إسرائيل بالشلل طوال الأيام الـ 12 الماضية، ويقدر المسؤولون العسكريون أن إيران قادرة على مواصلة مستويات الهجوم الحالية بما يصل إلى 20 صاروخاً يومياً إلى أجل غير مسمى.
في المقابل، هاجم الإسرائيليون القدرة النووية الإيرانية، وبرنامج الصواريخ، والقيادة العسكرية، واستهدفوا مؤخراً مؤسسات القمع الداخلي، وأبرزها قوات الباسيج.
وقد صرّح نتنياهو مراراً وتكراراً بأن الحملة كانت تهدف، جزئياً، إلى إحداث تغيير في النظام من خلال دعوة الإيرانيين إلى الثورة ضد النظام الديني الذي يحكمهم. وفي بداية الهجمات الإسرائيلية الأحادية الجانب، قال: «هناك شيء واحد يخشاه نظام خامنئي أكثر من إسرائيل. هل تعلمون ما هو؟ إنه أنتم – شعب إيران، ولهذا السبب فهم يُنفقون الكثير من الوقت والمال في محاولة سحق آمالكم وكبح أحلامكم».
أي هدنة دائمة الآن ستُثنيه كثيراً عن نيته الاستراتيجية طويلة المدى لتغيير النظام في إيران.
وأكد المقال أن إيران عازمة على الحفاظ على الجمهورية الإسلامية، لكنها ستواجه لاحقاً مطالب بعمليات تفتيش شديدة التطفل من قِبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كجزء من أي اتفاق طويل الأمد، في المقابل، أظهرت الهجمات الإسرائيلية أيضاً أن أفضل ضمان لأمن إيران قد يكون تطوير سلاح نووي.
وختمت الاندبندنت: لا يزال موقف ترامب من قضية تغيير النظام غير واضح، في بداية الحملة الإسرائيلية، تفاخر بأن الولايات المتحدة تعرف مكان تواجد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقال إن الولايات المتحدة لم تُقرر بعد القضاء عليه. والآن، يُشيد الرئيس الأمريكي بجميع المعنيين على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.