الحرية – علام العبد:
ونحن نحتفل بالذكرى السنوية الأولى لانتصار الثورة السورية نستذكر أن الثورات التاريخية المنتصرة هي التي تحدث التحولات العميقة في شعوبها وأممها، ولذلك يوجهون بوصلة التاريخ نحو اتجاهات جديدة تنتقل فيها المجتمعات التي تقودها تلك الثورات إلى مواقع أممية تتخذها مثلاً وقدوة تحدث تأثيرات ليس في البيئة المحيطة بل في الفضاءات الكونية.
لقد قامت الثورة السورية التي نعيش اليوم ذكراها الأولى من أجل استنهاض لعزائم الأمة وتحريض الشعوب للدفاع عن أوطانها وفضح الفساد وتعرية جرائم الاستكبار لنيل الحرية والاستقلال، لقد جاءت الثورة السورية من أجل زرع الثقة في نفوس الشعوب المضطهدة للمطالبة بحياة كريمة والسعي للإصلاح ورفض الخضوع والخنوع والرضى بما فرض عليها.
في مثل هذه الأيام قبل عام كانت أم الثورات في سوريا.. كان ميلاد ثورة الحرية العظيمة الثورة التي جاءت من أجل رفع ستار الليل الثقيل وإعادة هيكلة البلاد بعد سنوات من الانفراد والحصار والعزلة والقطيعة.
اليوم نتذكر المواقف العظيمة لهذه الثورة السورية التي أعطت لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر، ومن غيرها أعطى ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير، ولصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة، لقد كانت هي اللبنة الأولى لتأكيد السعي الحثيث من أجل الحرية والعدالة والاستقلال الجديد.
سنوات من الصبر والصمود، خاض فيها أبطال معركة ردع العدوان أشرس المعارك دفاعاً عن الأرض والكرامة، حتى تحقق النصر في 8/ 12/ 2024، يومٌ لا يُنسى من ذاكرة الوطن.
في ذكرى الانتصار على نظام الفساد، والسجون، والحرمان، والقهر، والظلم، وتحرير المعتقلين والمعتقلات، نستدعي مواقف التضحية والفداء والثبات في الدفاع عن مكتسبات ثورة التحرير، ليكون “يوم النصر” شاهداً على بداية مرحلة الإعمار والتنمية والشراكة، لاستعادة الدور المنشود لبلدنا، حيث حملت وزارة الخارجيّة وتحمل كلَّ ذلك وعرَّفت به في المحافل الدولية.
إن ذكرى الانتصار اليوم، تأتي متزامنة مع عودة الروح للحضور السياسي العالمي والدولي لسوريا وهو مسار شاهد على أدوار الدبلوماسية السورية في التعريف بتضحيات شعبنا ومناصرة حقوقه التي كان محروماً منها على مدى سنوات طوال بسبب منظومة الفساد السياسية التي كان يمارسها النظام البائد.
في الثامن من ديسمبر ” كانون الأول ” من العام الماضي 2024 هذا اليوم المجيد نستذكر فيه النصر العظيم على فلول الفساد والسرقة والتجاوزات والممارسات الخاطئة على المخدرات والتهريب والإرهاب وقوى المخابرات والشر والظلام، ونقف إجلالاً واحتراماً للتضحيات الجسيمة التي قدمتها قوات معركة ردع العدوان المنتصرة، الذين بذلوا أرواحهم رخيصة من أجل تطهير أراضي الوطن من براثن الإجرام والإرهاب للنظام البائد ، فسطروا أروع الملاحم البطولية والعزة والفداء والإباء.