المصطلحات الإيجابية مع ذوي الإعاقة … تعزز مفهوم الدعم الاجتماعي وتمنحهم شعوراً بالقيمة الإنسانية لذاوتهم

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية -دينا عبد:

غالباً ما يتم مخاطبة أو الحديث عن ذوي الإعاقة بأسلوب فج وغير لائق من دون معرفة أن المصطلحات تؤثر إيجاباً في نظرة المجتمع لذوي الإعاقة وتحثه على رؤيتهم كجزء طبيعي من النسيج الاجتماعي ، فاللغة الإيجابية تقلل المسافات بينهم وبين الآخرين ، وتحد من الصور النمطية التي تربط الإعاقة بالضعف أو بالعجز..

تغيير المصطلحات يعني الوعي

تتحدث ناريمان خير الله التي تعمل في جمعية خيرية بأن المصطلحات حينما تتغير ، يتغير الوعي، فالمجتمع الذي يتبنى لغة تحترم ذوي الإعاقة يصبح أكثر استعداداً لقبولهم في المدارس وفي سوق العمل ويعتمدون عليهم في بعض المهن التي يتقنونها.
مبينة أنّ اللغة الإيجابية والمصطلحات اللطيفة تسهم في تعزيز مفهوم الدمج المجتمعي وتوفر فرصاً عادلة.

التوجيه من قبل الأهل

بدورها سراب مهرة ( معلم صف) تبين أنه في البداية يبدأ التوجيه من قبل الأهل في المنزل لتنبيه أبنائهم وخاصة المراهقين والأطفال لضرورة استخدام لغة مناسبة وألفاظ مهذبة عند الحديث مع أشخاص من ذوي الإعاقة ، وأن نوضح لهم أن الاختلافات الجسدية أو الحسية أو العقلية هي جزء طبيعي من التنوع الإنساني.
وتنوه أن على المعلمين في المدارس تقديم نماذج إيجابية من خلال الكتب والقصص لأن ذلك يسهم في تعزيز فهمهم واحترامهم للآخرين.

احترام المصطلحات

يوضح اختصاصي( التربية الخاصة) شحادة زغريني خلال حديثه لصحيفة الحرية بأن وصف «ذوي الإعاقة» لا يعني وجود نقص في شخصية الإنسان أو قيمته، إنما يوجد ما يعوقه في تنفيذ مهامه وأعماله وأهدافه.
مشيراً إلى أن مصطلح «ذوي الإعاقة» هو المعتمد عالمياً، حتى إنه مستخدم في الاتفاقيات الدولية المعنية بشؤونهم، ولا يوجد ذكر لمصطلح «احتياجات خاصة»، وهي لا تعبر تماماً عن المعنى المقصود.
ويرى زغريني بأنه مهما كانت التسمية، فإن المشكلة ليست بالتسمية بقدر ما هي بالفعل والعمل وإعطاء حقوق لهذه الفئة من المجتمع ودمجه.
مضيفاً:لا نريد الاختلاف على الشكل بإهمال المضمون .

تحديات ترهق الأطفال والأهالي

عند سؤاله عن التحديات التي تواجه الأطفال ذوي الإعاقة، أجاب زغريني: «إن من أبرز التحديات التي تواجه الأطفال ذوي الإعاقة معاناة الكثير من العائلات من ارتفاع أسعار بعض المراكز الخاصة التي تعمل في تعليم وتدريب ذوي الإعاقة، ما يمثل عائقاً كبيراً أمامهم.
فضلاً عن بعض التحديات الاجتماعية مثل خجل بعض العائلات من وجود ابن أو ابنة معاقة ضمن الأسرة.
لذلك لا بدّ من تعزيز وعي الجمهور بكافة شرائحه بمواهب وقدرات ذوي الإعاقة وإظهار النماذج الناجحة للجمهور والاستماع إلى رحلة صعودهم ونجاحهم»، ويأتي ذلك، لإبراز مدى قدرتهم على تجاوز التحديات لذلك يجب علينا كأفراد أن نساعدهم بمزيد من الوعي والتعاطف والتثقيف.
وختم زغريني حديثه بالتأكيد على احترام المصطلحات التي يفضلها الشخص نفسه لأن ذلك يعكس أعلى درجات الإنسانية والاحترام، فنفسياً عندما نستخدم لغة إيجابية لوصف ذوي الاعاقة فإنها تمنح الفرد شعوراً بالقيمة الإنسانية لذاته.

Leave a Comment
آخر الأخبار