رئيس منظمة «ميدغلوبال» العالمية: رفع العقوبات عن سوريا لتحسين واقع الأطباء وتثبيتهم في الداخل

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- ميمونة العلي:

أقامت منظمة “ميد غلوبال” العالمية مبادرات عديدة لتقديم المساعدات الطبية في حمص، صحيفة “الحرية” التقت مؤسس مبادرة “تعافي حمص” رئيس منظمة “ميدغلوبال العالمية” الدكتور زاهر سحلول المولود في حمص، وسألته عن أبرز تحديات الواقع الصحي في المدينة كما رآه خلال زيارته لها التي استمرت لثمانية أيام بعد اغترابه في شيكاغو لمدة 35 عاماً، فبين أن أبرز ملاحظاته وجود شبه انهيار في الواقع الصحي، حيث النقص الكبير في الأجهزة الطبية والمعدات الصحية، ونقص حاد في المستهلكات الطبية.

احتراق وظيفي

وأضاف الدكتور سحلول: لاحظت معاناة الطواقم الطبية والتمريضية من الاحتراق الوظيفي وعدم التقدير وتدني الأجور، وتعرض البعض منهم للاعتداءت في بعض المشافي الأهلية، وهذا أمر لم نكن نسمع به من قبل-على حد تعبيره- لذلك الحاجات كثيرة والموارد محدودة، وهناك نقص في عدد الأسرّة وعدد المشافي والمراكز الصحية في الأرياف، وبالتالي نقص احتياجات أساسية من المفروض أن تكون متوافرة في محافظة كحمص تضم حوالي ١,٥مليون نسمة، إذ تبدو الحاجة ماسة لجهاز طبقي محوري وأجهزة المسرعات الخطية لأن أعدادها قليلة مقارنة بعدد السكان.

حمص موقع متوسط ومعاناة عظيمة في الحرب

وعن الأسباب التي جعلت حمص محظية بهذه المبادرة الصحية بيّن الدكتور سحلول أن حمص موقعها متوسط بين المحافظات السورية ضمت آلاف اللاجئين، عدا عن عظيم معاناتها في الحرب وتهدم أحياء بكاملها ونزوح عدد كبير من أطبائها واستقبالها للمهجرين من المحافظات البعيدة، لذلك كله أسسنا لمبادرة “تعافي حمص” كنقطة وصل بين الأطباء المغتربين مع الأطباء في حمص، لتقديم التدريب والتعليم لطلاب كلية الطب ولطلاب الدراسات العليا في المشفى الجامعي بإشراف مؤسسة “ميد غلوبال” المعنية بالدرجة الأولى بردم الهوة الصحية في مناطق الكوارث،حيث عملنا سابقاً في غزة ولبنان وأوكرانيا والمكسيك والسودان، والآن نحن في حمص ضمن مبادرة “تعافي سورية” التي تضم حوالي ٦٥٠ طبيباً سورياً، معظمهم من حمص، يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا و الخليج.

اجتمعنا واتفقنا على دعم القطاع الصحي في حمص، فقسّمنا أنفسنا لعدة مجموعات، كل مجموعة تواصلت مع المشافي الأهلية في حمص بالتنسيق مع زملائنا من المحافظة لسد الثغرات الصحية.

التبرع بأجهزة طبية

ويضيف الدكتور سحلول: تبرعنا بأجهزة طبيةلازمة وضرورية عن طريق التنسيق مع المشفى الجامعي في حمص للتبرع بجهاز قسطرة قلبية، كما تبرعنا بأجهزة لمشفى الحارث للجراحة العينية وتم تفعيل جهاز القسطرة في مشفى الوليد، ودعمنا مركز” الدعم النفسي” لضحايا الحرب في مديرية صحة حمص، وتم دعم مرضى غسيل الكلية، ثم ركزنا على التعليم والتدريب الطبي، فتم التشبيك مع طلاب كلية الطب والدراسات العليا  مع الأطباء في الخارج لمساعدتهم في البحث العلمي وتثبيتهم داخل البلد لتقديم الخدمات لأهل البلد، وننوه هنا بأن المبادرة مستمرة ومستدامة.

ولفت إلى أنه عُقد مؤتمر طبي في سفير حمص، ضم ٢٩٠ طبيباً من المغترب ومن الداخل لوضع جدول أولويات العمل، إذ تركت الحرب آثارها المدمرة، لذا تم تبني استراتيجيات طويلة الأمد ومناقشة مواضيع كالدعم النفسي، الإدمان، الاستثمار الصحي، تسهيل عودة النازحين، وفتح حوار دائم بين الكوادر الطبية وصناع القرار في وزارة الصحة مع المغتربين السوريين في منظماتهم لنعمل معاً على تقديم التدريبات المجانية لطلاب الطب والدراسات العليا.

جهود كبيرة قبل وأثناء وبعد الحرب

وحول عمل “ميد غلوبال” في سوريا قبل وبعد الحرب أشار الدكتور سحلول إلى جهوده قبل الحرب في تقديم المحاضرات ضمن مشفى جمعية البر في حمص، وفي دمشق – المشفى الوطني الجامعي و مشفى المواساة.

أما خلال الحرب، فقام بمشاريع صحية في الشمال السوري في إدلب وشمال حلب بتقديم المشافي المتنقلة والميدانية لتوفير العناية الصحية للنازحين وضحايا الحرب.

وأضاف: حالياً نوسع أعمالنا في سوريا كلها، ولكن كما هو معروف، إن الوضع الصحي مرتبط بالوضع الاقتصادي والسياسات الدولية وضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ولأن الأمور مرتبطة ببعضها، فإن لم يتم تحسين أجور الكوادر الطبية، سيكون من الصعب تثبيت تلك الكوادر في خدمة الأهل بالداخل.

Leave a Comment
آخر الأخبار