زيارة الشرع إلى الرياض.. انفتاح سياسي واستثماري يعيد رسم خارطة العلاقات السورية-الخليجية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – أمين سليم الدريوسي:

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية، شارك السيد الرئيس أحمد الشرع في أعمال النسخة التاسعة من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، حيث أجرى سلسلة من اللقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين سعوديين، ورؤساء شركات ومؤسسات مالية واستثمارية دولية، في إطار زيارة رسمية تعكس توجهاً سورياً واضحاً نحو الانفتاح الاقتصادي والدبلوماسي.

لقاءات سياسية رفيعة

استهل الرئيس الشرع زيارته بلقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، في اجتماعين منفصلين حضرهما وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، هذه اللقاءات تؤكد عودة سوريا إلى دائرة التنسيق السياسي العربي، وتفتح الباب أمام تفاهمات أمنية ودبلوماسية جديدة، خصوصاً في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة.

سوريا تعرض فرصها الاستثمارية

وعلى هامش المؤتمر، عقد الرئيس الشرع اجتماعات مع معالي وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، ورؤساء مجالس إدارة بنوك سعودية كبرى مثل البنك السعودي الفرنسي ومصرف الإنماء، بالإضافة إلى لقاءات مع كبار المستثمرين الدوليين، ورؤساء شركات مثل STC والمراعي وصندوق الاستثمارات العامة، هذه اللقاءات لم تكن بروتوكولية، بل حملت طابعاً عملياً، حيث جرى استعراض فرص التعاون في مجالات الاتصالات، الزراعة، التمويل، والبنية التحتية، بما يخدم أهداف إعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد السوري.

البُعد الرياضي

وفي لفتة رمزية، التقى الرئيس الشرع برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) جياني إنفانتينو، في لقاء يعكس رغبة سوريا في استعادة حضورها الرياضي على الساحة الدولية، وفتح آفاق التعاون في مجالات الشباب والرياضة.

ماذا تعني هذه الزيارة؟

زيارة الرئيس الشرع إلى الرياض تأتي في توقيت حساس، حيث تسعى سوريا إلى إعادة تموضعها إقليمياً بعد سنوات من العزلة، والمشاركة في مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي يُعد من أبرز المنصات العالمية لعرض المشاريع والتواصل بين الحكومات والمستثمرين، تمثل رسالة مزدوجة: أن سوريا جاهزة للانخراط في مشاريع التنمية، وأنها تبحث عن شركاء حقيقيين لا ممولين مؤقتين.

اللقاءات التي جرت خلال الزيارة، خصوصاً مع المؤسسات المالية والاستثمارية، قد تفضي إلى فتح قنوات تمويل جديدة، وتسهيل دخول الشركات الخليجية إلى السوق السورية، ما ينعكس على الداخل السوري من خلال:
– خلق فرص عمل جديدة وتدريب الكوادر المحلية.
– تحسين البنية التحتية في مجالات الاتصالات والطاقة والمصارف.
– تعزيز الاستقرار المالي عبر تنسيق مصرفي وتمويلي مع مؤسسات إقليمية.
– تحريك عجلة الاستثمار في قطاعات حيوية مثل الزراعة والصناعة والخدمات.

خلاصة القول، لم ولن تكن زيارة الشرع إلى الرياض مجرد مشاركة في مؤتمر دولي، بل هي خطوة مدروسة نحو إعادة بناء جسور التعاون مع الخليج، وتقديم سوريا كوجهة استثمارية واعدة، وإذا ما تُرجمت هذه اللقاءات إلى مشاريع ملموسة، فإنها قد تشكل نقطة تحول في الواقع الاقتصادي السوري، وتفتح نافذة أمل للشعب في ظل الظروف الصعبة.

Leave a Comment
آخر الأخبار