رغم الحسومات وانخفاض الأسعار.. كسوة العيد في أسواق حلب لـ«الفرجة»

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ مصطفى الرستم:

فتحت الأسواق القديمة في حلب ذراعيها لاستقبال العائلات التي تقاطرت قبل أيام من عيد الفطر السعيد لشراء اللباس الجديد، رحلة البحث عن البنطال والقميص والحذاء من متجر إلى آخر يعني اقتناء قطعة “لقطة” بالمعنى الاقتصادي لجيوب أصحاب الدخل المحدود أو ما يحلو للعامة إطلاق صفة “المهدود” بعدما أنهكت هذه الطبقة من الاستنزاف على مدار سنوات طويلة.

أحمد اليوسف موظف في شركة للقطاع الخاص يروي رحلة التنقل بين المحال التجارية بحثاً عن “كسوة العيد” لعياله، لا يأبه أن يستبدل قميصه وبنطاله الذي أكل الدهر عليه وشرب مقابل أن يزرع بسمة على وجوه أطفاله الصغار، ألوف قليلة يعتصرها بيده يتفقد مبلغاً يقدر بـ 300 ألف ليرة بين الحين والآخر خوفاً من السرقة وسط الزحام.

“كيف لي أن اشتري كسوة عيد لطفلين بهذا المبلغ” يقول أبو عمار ويردف: سعر بنطال واحد بين 75 ألفاً إلى 100 ألف بغض النظر عن جودته، ويلزم الأطفال كذلك قميص بالمبلغ ذاته، هنا لا يمكن أن يكفيني ما أحمله من شراء الأحذية، الحالة الاقتصادية المتردية التي أعيشها زادت سوءاً بعد أن أغلق المعمل أبوابه بسبب تخفيض عدد العمال والورديات، وانخفض راتبه بنسبة 75 %.

في غضون ذلك لا يعني اللباس الجديد للسيدة عفاف أم مصطفى أن يكون موضباً وموضوعاً في محال الألبسة الفاخرة أو المتواضعة نسبياً، فهي تبحث عن التخفيضات عبر تطبيقات ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي، وعن عروض تجارية تختار ما هو يناسب الوضع المادي الحالي، لكنها رأت في (بسطات الملابس المستعملة) في ساحات حلب العامة حلاً يمكن الاعتماد عليه لاسيما أن أسعارها متهاودة مقارنة بما هو متوفر في صالات العرض التجارية تقول: “أحاول الاعتماد بشراء كسوة العيد على الذهاب إلى عروض الحسومات التي تراها عبر وسائل التواصل، وتشتري ما يناسب أولادها، مضيفة أنه لا يمكن إخفاء أن البسطات الكثيرة التي تضم ألبسة (البالة) ليست بهذا السوء على العكس في الكثير منها ألبسة أوروبية جديدة غير (ملبوسة) هي تصفيات لمحال تجارية، وبأسعار رمزية، حيث أنقذت  البسطات الكثير من العائلات وسط هذا الغلاء”.

وبالمقابل يتحدث رمضان عوض بائع ألبسة مفرق في حديثه لـ”الحرية” عن حركة أسواق جيدة مقارنة بالسنوات السابقة، منوهاً بدخول عرض جيد من البضائع الأوروبية والتركية بعد التحرير، علاوة على انخفاض الأسعار ساعد كثيراً من الناس على الشراء، في وقت هناك أناس تأتي للسؤال عن السعر ورغم وجود التخفيض يحاول إجراء حسومات مع البائعين، “نحاول قدر المستطاع أن نجبر بخاطر رب العائلة والعائلات التي تمر بضائقة مالية.

وتحدّث مصدر من غرفة تجارة حلب لـ”الحرية” عن اتباع أصحاب المحال التجارية والبائعين في الأسواق تخفيضات طيلة فترة رمضان ومعها شهدت الأسواق انخفاضاً فعلياً بالأسواق بنسبة 30 %، مضيفاً أنه بعد مرور مئة يوم على تحرير سوريا نلاحظ حركة جيدة في الأسواق ومشجعة ترافقت مع انفراج اقتصادي وتدفق البضائع من دول الجوار، شكلت ناحية إيجابية، وخلقت منافسة أدت إلى انخفاض الأسعار، ترافق ذلك مع سعي التجار في حلب إلى البيع طوال فترة شهر رمضان بإجراء تخفيضات وصلت إلى حدود سعر التكلفة، وهذا ما أدى إلى تحريك السوق، وترك مجالاً لشراء السلع التي تصل بأسعارها إلى حد التكلفة.

تصوير- صهيب عمراية

Leave a Comment
آخر الأخبار