رغم الظروف الصعبة.. مهووسات بالتجميل ولو على حساب لقمة عيشهن !

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية-بادية الونوس:

قررت شذا إجراء تجميل بسيط في ملامح وجهها كنوع من التغيير وفق تعبيرها، يحسّن من مزاجها.

تبين شذا أنها أصبحت مدمنة عمليات التجميل ومن متابعي العروض التي تعلن عنها المراكز المختصة وتتضمن حسومات حتى وصل بها الأمر إلى سحب القروض، واتباع سياسة التقشف لجمع المال بهدف تسديد تكاليف ضريبة الجمال.

رشا سامي شابة تعمل في مجال التسويق تقول: أنا لست ضد عمليات التجميل لأنه لا توجد أنثى إلا و تحب أن تكون في أبهى صورة، لكن ضد المبالغة فيها، ومن وجهة نظري أنا مع إجراء ( تحسينات ) مثل البوتكس وغيره أو حتى إجراء عملية تجميل ما بسيطة، أو في حال وجود تشوه ما مثل تغطية حروق ، لكن لست مع تغيير الملامح من أجل التشبه بفنانة أو غيرها.

تتباين الآراء ، لكن في المحصلة يشكل التجميل لدى شريحة لا بأس بها من الصبايا أو النساء هوساً، حتى لو كان الأمر على حساب لقمة عيشهن، لا يهمّ مادامت النتيجة الحصول على شكل يقارب هذه الفنانة أو تلك من مشاهير عالم الفن.

د النجاتي: أسباب عديدة تدفع بالبعض لتكرار التجميل وغالباً الأسباب نفسية ..أقترح إجراء تقييم نفسي قبل إجراء أي عملية تجميل

المفارقة في الموضوع أنه رغم الظروف المعيشية الضاغطة والتي بالكاد تؤمن فيها الأغلبية من مجتمعنا مستلزماتها اليومية، نجد اهتمام تلك الشريحة من الفتيات أو النساء مختلفاً، و كما يصفه البعض (بهارات )الحياة بمعنى للجمال سطوته ونكهته، لكن ضمن حدود المنطق، وفي حال تجاوز تلك الحدود من وجهة نظر اختصاصية الصحة النفسية د.غنى النجاتي يعني أنه اضطراب نفسي ما، وتحتاج كل فتاة أو سيدة ترغب بتغيير ما في شكلها إلى تقييم نفسي مسبقاً.

اضطراب نفسي

كثيرة هي الأسباب أو الدوافع التي تدفع بالبعض لتغيير ملامحه، إذ تؤكد الدكتورة غنى النجاتي أستاذة الصحة النفسية في جامعة دمشق ميل الكثير من الفتيات والرجال أيضاً لعمليات التجميل بهدف تحسين صورة مظهرهم، لأن صورة الجسد وفق علم النفس مدركة بالعقل، و في الواقع هي انعكاس بالمرآة التي نراها، ولكن يحدث خلل ما لعدم تطابق صورة الجسد المدركة بالعقل مع الصورة الحقيقية الموجودة بالواقع، لذلك يلجأ البعض إلى عمليات التجميل لإخفاء العيب المتخيّل.

ووفق د.النجاتي، قد يكون العيب بسيطاً ويكاد لا يذكر أو متخيلاً أو موجوداً بشكل بسيط، مشيرة إلى أن الكثير من النساء يلجأن إلى تصغير أنف أوشدّ أو غير ذلك ، علماً أن كبار جرّاحي التجميل يؤكدون لهن أنهن لسن بحاجة للتجميل، وهذا ما يدعى في علم النفس اضطراب صورة الجسد الذي يسبب ( هوس التجميل) ويكون هناك سعي دائم لدى الإنسان ليخفي العيب الموجود في جسمه، علماً أن هذا العيب متخيل وغير موجود.

عدم الرضا عن الذات

وأضافت أستاذة الصحة النفسية :رغم الظروف الصعبة نجد مهنة التجميل و مراكز التجميل مستمرة في العمل ومكتظة بالمواعيد وأسعارها خيالية ويوجد ازدحام وعروض وتصل بالبعض من السيدات إلى بيع ممتلكاتهن، وهذا السلوك ما يسمى باضطراب صورة الجسد يصيب النساء أكثر من الرجال، وهذا يعود لشعورهن الدائم بعدم الرضا وضعف الثقة ولديهن اعتقاد خاطىء لهذا العيب المتخيل.علماً أن الكثير من مراكز التجميل يستغلون هذا العيب، لافتة إلى أهمية إجراء تقييم نفسي قبل أية عملية تجميل، كأن نسأل الشخص الذي يريد إجراء عملية التجميل عن السبب في أوالدافع لذلك حتى نصل إلى مرحلة الرضا، لأن الدافع قد يكون أحياناً عاملاً نفسياً بسبب الاكتئاب، وعدم الثقة أو الملل، وقد تكون إجراءات التجميل ضرورية بسبب الحوادث أو ترميم أو قد تكون إجراءات لا داعي لها، وإنما كمالية لاستعادة تفاصيل معينة في الجسم.

يجب ألا يكون لإرضاء الآخر

ترى بعض السيدات أن للجمال مقاييس محددة مثل الفم الممتلىء، ووفق د.نجاتي إن عالم التجميل أشبه بالموضة مثلاً حسب( الدارج)الجمال الصيني أي العيون المسحوبة أو الشفاه الممتلئة، وفي هذا الخصوص تؤكد أن الجمال هو أن أحب نفسي وأن أعرف كيف أبرز الإيجابيات وأخفي السلبيات، كذلك طريقة اللباس تخفي العيوب وأن يكون هناك رضا عن الذات، لأن الجمال الحقيقي انعكاس للروح الجميلة و للطاقة الإيجابية.

وختمت بأن من تريد أن تجري التجميل يجب أن يكون هذا الإجراء لدافع ذاتي ونفسي وليس لإرضاء الآخر.

Leave a Comment
آخر الأخبار