الحرية – وليد الزعبي:
خيمت حالة من الركود على مبيع زيت الزيتون من إنتاج الموسم الأخير، على الرغم من انخفاض سعره كثيراً في أسواق درعا.
للعلم، فإن سعر صفيحة الزيت زنة ١٦ كغ تراجعت بشكل تدريجي منذ بدء عملية العصر مطلع شهر تشرين الثاني الفائت، وذلك من ١.١ مليون ليرة إلى ٩٠٠ ألف ثم ٧٥٠ ألفاً، والآن تعرض الصفيحة ما بين ٦٠٠ و٦٥٠ ألف ليرة، وبالطبع إذا ما قيس هذا السعر بالمقابل له في الموسم ما قبل الأخير، فهو يعادل النصف، حيث كان وصل سعر الصفيحة حينها إلى ١.٣ مليون ليرة أو ٩٠ دولاراً، ولا شك أن عوامل عدة لعبت دوراً في انخفاض السعر، مثل تحسن قيمة الليرة وزيادة الإنتاج للموسم الأخير بالقياس للمواسم التي سبقته، ولضعف التصدير.
ولاقى هذا الانخفاض في السعر استحسان الأهالي إلى حد ما، وخاصةً أن زيت الزيتون تعتبره معظم الأسرّ مادة أساسية ولا غنى عن إدخالها في الكثير من الوجبات، لكن وعلى الرغم من انخفاضه هذا بقي شراء الأسر الفقيرة منه محدوداً وبالكيلو أو نصف الكيلو أو أقل، بعد أن كانت الأسر تقوم بتموين عدة صفائح منه لكامل أشهر السنة عندما كان دخلها معقولاً، حتى إن أمل تلك الأسرّ بانخفاض أكثر في السعر بعد تحسن قيمة الليرة، أبقى شراءها في الحدود الدنيا وأولاً بأول.
يرى مراقبون أن هناك كميات ليست بقليلة لا تزال مخزنة لدى المزارعين المقتدرين وبعض التجار، حيث لم يبادروا للبيع في بداية موسم العصر أملاً بارتفاع الأسعار والتصدير، في حين أن المزارعين الذين يعانون ضيق الحال باعوا في المعصرة ليسددوا تكاليف العصر وأجور النقل والعمال وما عليهم من التزامات وديون.
مزارعون أكدوا أن التكاليف للموسم الفائت كانت كبيرة، إن لجهة رعاية الأشجار حتى القطاف أو جهة أجور العمالة والنقل والعصر، وبحسابها مجتمعة قد تعادل الأسعار الحالية أو أكثر، لكن في الموسم القادم يتوقع أن تنخفض التكاليف كثيراً سواءً للمستلزمات أو لأجور عمال القطاف والعصر والنقل.
بدوره، رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا المهندس قاسم المسالمة، لفت في تصريح لصحيفة “الحرية” إلى أن إنتاجنا من الزيت متميز ومرغوب في الأسواق الخارجية، والأمل في ظل الانفتاح الذي تشهده البلاد في عهد الإدارة الجديدة لسوريا أن تتاح أسواق تصريف مناسبة لفائض الإنتاج عن احتياج السوق المحلية.
وركزّ المسالمة على ضرورة أن تلتزم المعاصر بالمعايير الفنية للعصر ليخرج الزيت محققاً للشروط المطلوبة خارجياً، كما ركز على أهمية توسع المستثمرين بافتتاح معامل تقوم بتكرير الزيت وتعبئته بعبوات بلاستيكية أو زجاجية بأوزان مختلفة، بما يواكب متطلبات السوق الداخلية والخارجية من حيث المواصفات والعبوات.
تبقى الإشارة إلى أن إنتاج محافظة درعا للموسم الماضي وحسب أرقام مديرية الزراعة وصل إلى حوالي ٣ آلاف طن من زيت الزيتون.