الحرية – وليد الزعبي:
تدخل الكثير من المطاعم في تحضير وجباتها لحوماً مجمدة، سواء من البيضاء أو الحمراء، وهو أمر لا يمكن لمعظم المستهلكين تمييزه، وخاصةً مع الكم الكبير من البهارات المضافة إليها، حيث تضيع النكهة وتختلط.
يشير متابعون في درعا إلى أنهم لاحظوا أن بعض المطاعم تقوم بتنزيل صناديق من الكرتون تحتوي على الفروج المجمد من سيارات وإدخالها إليها، ما يعني أنها تحضر وجبات الفروج البروستد والمشوي، فيما لفت آخرون إلى أن مسالخ أو محال لبيع قطع الفروج المنظف، تقوم بإحضار مثل تلك الصناديق التي تحتوي فروجاً كاملاً وتقوم بتقطيعه، وتزود المطاعم بحاجتها من الشرحات لزوم تحضير سيخ الشاروما، فيما تعرض القطع الباقية لديها لبيعها للزبائن، وتذهب “الزوائد” من “نتر” الفروج لمحال بيع كباب الفروج التي تقوم بدورها بطحنه وعجنه مع إضافة البهارات وبيعه للزبائن بأسعار تثير الريبة لانخفاضها الكبير، حيث يباع كيلو الكباب المحضر منها بقيمة ٢٥ ألف ليرة.
أيضاً هناك معروض من اللحوم الحمراء يباع بنحو نصف سعر لحم العجل في الأسواق، وظهرت كميات ليست بقليلة منها خلال شهر رمضان المبارك، ويرجح أنها من لحم الجاموس المجمد الداخل من خارج البلاد كما الفروج، وهناك من يلمح إلى أن بعض المطاعم أصبحت تدخلها في وجباتها الجاهزة من كباب وشقف وصفيحة (لحم بعجين)، وهي أيضاً عصية على أن يتم تمييزها من الزبائن إلا قلة قليلة جداً منهم.
وأوضح عدد من المستهلكين في درعا أثناء حديثهم لصحيفة الحرية، أنه لا مشكلة لديهم في تناول اللحوم المجمدة إذا كانت خاضعة للرقابة من حيث الصلاحية والقيمة الغذائية، وفي حال انعكس سعرها المنخفض على سعر الوجبات الجاهزة التي تقدمها المطاعم، لافتين إلى أن ما يحدث هو تخفيض محدود في السعر عند بعض تلك المطاعم بشكل لا يواكب السعر المنخفض للحوم المجمدة، حيث إن الأغلبية منها لا تزال تبيع الوجبات بسعر مرتفع وعلى أنها محضرة من لحوم منتجة محلياً، وأملوا متابعة عملها والتأكد من جودة وصلاحية لحومها وضبط أسعارها.
رئيس اتحاد حرفيي درعا شكري بجبوج لفت في تصريح لصحيفة الحرية، إلى أن دخول اللحوم المجمدة ساهم بانخفاض أسعار مثيلاتها المنتجة محلياً، وهو ما لاقى ارتياح المستهلكين، لكنه أكد على ضرورة وضع ضوابط لدخول تلك اللحوم من دول الجوار كيلا تؤثر على المنتجين المحليين وتتسبب لهم بخسائر، مع أهمية التثبت من جودتها وصلاحيتها من الجهات ذات العلاقة.
ولجهة المطاعم، بيّن أنه غير مبرر استمرار أسعارها مرتفعة على ما هي عليه، وخاصةً أن عدداً منها يدخل اللحوم المجمدة منخفضة السعر في إعداد وجباته، حتى أن هذا الأمر يفترض أن يتم توضيحه ومعرفة الزبون أن لحوم الوجبات هي من المجمدة، وغير ذلك يعتبر تلاعباً واستغلالاً غير مبرر للمستهلك.