رغم مؤشرات التراجع في الإنتاج.. حقول البطاطا في درعا ترفد الأسواق بـ٦٠ ألف طن هذا الموسم

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح :

قطعت عمليات قطاف محصول البطاطا في الحقول المزروعة بمحافظة درعا، أشواطاً طويلة متجاوزة مرحلة ذروة الإنتاج، وصولاً إلى مرحلة ما قبل نهاية الموسم للعروة الربيعية (الرئيسية) التي من المتوقع أن يبلغ إنتاجها ٦٠ ألف طن.

ووصف مزارعون الموسم الحالي بالمقبول من حيث كميات الإنتاج ونوعيته، ولكنه لم يصل إلى ما حققه خلال مواسم ماضية على حد قولهم، نظراً لما رافق الموسم الحالي من ظروف جفافٍ وقلة في مصادر الري، وأيضاً تزامنه مع موجات الحر القاسية.

تراجع في الإنتاجية

وأشار المزارع عبد المعين العودة إلى أن إنتاجية الموسم الحالي انخفضت قياساً بالموسم السابق، إذ تراجع إنتاج الدونم الواحد من ستة أطنان سابقاً إلى قرابة أربعة أطنان هذا الموسم، لافتاً إلى أن هذا التراجع في الإنتاج تزامن في بداية قطاف المحصول مع انخفاض كبير في أسعار مبيع المنتج في الأسواق، والتي لم تتناسب، على حد قوله، مع التكاليف الكبيرة وغلاء مستلزمات الإنتاج.

ارتفاع طارىء على الأسعار.. والأسباب في عهدة “تغيرات سعر الصرف” والتخزين  

وأضاف المزارع أن الظروف الجوية التي رافقت الموسم هذا العام لم تكن مثالية بالمطلق، إذ أدى تراجع معدل الأمطار وانخفاض مناسيب الآبار التي بات يعتمد عليها كلياً في الري، إلى انخفاض في الإنتاج بمعدل ٢٥٪ قياساً بالمواسم السابقة، وذلك رغم دخول أصناف جديدة حيز الإنتاج هذا الموسم بعد تجربتها وبيان إنتاجيتها العالية ومدى ملاءمتها للتغيرات المناخية الحاصلة.

٦٠ ألف طن

ويعد محصول البطاطا من المحاصيل الهامة التي يحرص عليها مزارعو المحافظة، إذ يعد المحصول الثاني بعد البندورة من حيث المساحات المزروعة والإنتاجية ، فضلاً عن توفيره للآلاف من فرص العمل.

ووفقاً للأرقام فإنه من المتوقع أن يصل إنتاج العروة الرئيسية التي شارفت على نهايتها إلى ٦٠ ألف طن، وحسب رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط الزراعي في مديرية زراعة درعا المهندس حسن الأحمد فقد بلغت المساحة المساحة المزروعة فعلياً بمحصول البطاطا للعروة الربيعية هذا الموسم ١٥٥٧ هكتاراً، بزيادة بلغت ٤٠٧ هكتارات عن المساحات المخططة والبالغة ١١٥٠ هكتاراً، مشيراً إلى أن إنتاج هذا الموسم هو أقل من المعدل لكل المحاصيل وليس فقط البطاطا، وذلك بسبب ظروف الجفاف التي سادت.

الأسعار تضاعفت خلال أيام

وبالرغم من البداية الخجولة التي سجلتها أسعار البطاطا في الأسواق هذا الموسم والتي تراجعت إلى حدود ٢٠٠٠ ليرة للكيلو خلال الشهرين الماضيين، شهدت الأسعار خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً ملموساً حيث تجاوز سعر الكيلو في أسواق المحافظة ٤٥٠٠ ليرة.

وأرجع عدد من تجار الجملة هذا الارتفاع إلى جملة من الأسباب، في مقدمتها وقف استيراد العديد من منتجات الخضار والفواكه ومنها البطاطا، إضافة إلى التغير الحاصل في سعر الصرف وما رافقه من ارتفاع في أجور اليد العاملة والنقل والمحروقات، إضافة إلى زيادة في الإقبال على التخزين من قبل منشآت الخزن والتبريد في المحافظة والتي استجرت قسماً من الإنتاج لإعادة طرحه بعد انتهاء الموسم.

وكشف أحد تجار السوق بمدينة الصنمين عن أن الأسعار محكومة بقاعدة العرض والطلب، وقد يحدث أن تكون هناك فوارق في الأسعار بين منطقة وأخرى، وأيضاً بين محال الجملة والمفرق وبنسب تصل إلى أكثر من ٥٠٪، معتبراً أن هذه الزيادة تفرضها عوامل عديدة كأجور النقل وتعدد حلقات الوساطة وتكاليف التحميل والتفريغ.

Leave a Comment
آخر الأخبار