تراجع الإنتاج يرفع أسعار البندورة مجدداً والكيلو يتجاوز 6 آلاف ليرة

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – عمار الصبح:

ارتفعت أسعار البندورة في أسواق محافظة درعا إلى ٦٠٠٠ ليرة للكيلو، مسجلة بذلك أعلى رقم هذا الموسم، ولتتجاوز حتى الأرقام التي وصلت إليها الأسعار في الموسم الماضي.
ووفقاً لمؤشرات السوق التي رصدتها “الحرية” لأسعار المحصول منذ بداية إنتاجه هذا الموسم، فقد شهدت أسعار البندورة انخفاضاً واضحاً في البداية، حيث تراوحت بين ١٥٠٠ و٢٠٠٠ ليرة، لترتفع إلى حدود ٤٠٠٠ ليرة قبل أقل من شهر، وصولاً إلى ٦٠٠٠ ليرة حالياً.

الجفاف والأمراض يتحالفان ضد المحصول

وأعاد عدد من مزارعي المحصول هذا الارتفاع، إلى تراجع في إنتاج العروة الرئيسية التي شارفت على نهايتها، ما قلل من تدفق المادة إلى الأسواق وحصول نقص في العرض مقابل الطلب المتزايد.
وقال خالد العايد أحد مزارعي الخضر: “إن ارتفاع أسعار البندورة في هذا الوقت من العام يعد طبيعياً لأسباب تحكمها ظروف نهايات الموسم”، إذ تراجع الإنتاج في المساحات المزروعة بالعروة الرئيسية إلى النصف تقريباً، مقارنة مع ما كان عليه الإنتاج قبل شهر عندما كان الإنتاج في ذروته.

حسابات نهاية الموسم تفرض شروطها.. والعروة الرئيسية شارفت على نهايتها

وأشار المزارع إلى أن موسم البندورة هذا العام لم يكن على ما يرام منذ بدايته، نتيجة الظروف الاستثنائية التي رافقت المحصول، “فموسم الجفاف وقلة مياه الري، إضافة إلى موجة الحر التي ضربت المحصول في شهر آب الماضي، وإصابة بعض الحقول بالأمراض الفيروسية، كل هذه الظروف تحالفت على المحصول هذا الموسم”.
وقدّر المزارع معدل تراجع الإنتاج بنحو ٣٠٪ مقارنة مع مواسم سابقة، مضيفاً إن إنتاج الدونم الواحد في السنوات السابقة كان يتراوح بين ١٠ و١٢ طناً، فيما انخفض الإنتاج هذا الموسم الى أقل من ثمانية أطنان فقط.

تكاليفٌ وأجور نقل

وشكا مزارعون من ارتفاع أجور النقل من حقول الإنتاج إلى الأسواق الرئيسية، ومنها إلى موزعي الجملة ثم إلى باعة المفرق، ما يعني – على حد وصفهم- تعدد حلقات الوساطة ودفع أجور نقل أكثر في كل مرة، وهي أجور تضاف إلى الفاتورة والتي يتحملها المستهلك في النهاية.
بدوره كشف أحد المزارعين عن أن ارتفاع الأسعار ليس معناه أن المزارع هو المستفيد الأكبر من هذه الزيادة، مؤكداً أن النصيب الأكبر من السعر يذهب للتكاليف، “فعبوة الفلين على سبيل المثال تجاوز ثمنها ١٠ ٱلالف ليرة، ويضاف إليها أيضاً أجور اليد العاملة (القطاف والتعبئة والتحميل والتنزيل) وعمولات تجار سوق الهال، لتصل تكلفة الكيلو الواحد مع أجور النقل إلى ما يقارب ١٥٠٠ ليرة”، هذا عدا التكاليف الرئيسية كالري والأسمدة والمحروقات والمبيدات.
واختتم المزارع حديثه بالقول:”التاجر أياً كانت صفته (جملة أو مفرق) باتت مرابحه أكبر من المزارع، وهي معادلة ظالمة وبحاجة إلى تصحيح وفيها ظلم للمزارع صاحب التعب والجهد”، حسب وصفه.

إنتاج ٢٠٠ ألف طن هذا الموسم

وعلى الرغم من كل ما سلف ذكره من ظروف مناخية واقتصادية رافقت محصول البندورة، فقد احتفظت درعا بمركز الصدارة في الإنتاج بين المحافظات السورية، حيث يقدر إنتاجها هذا الموسم بأكثر من ٢٠٠ ألف طن.
ووفق رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط الزراعي في مديرية الزراعة المهندس حسن الأحمد، فقد بلغت المساحة المزروعة بالعروة الرئيسية ٢٥٠٠ هكتار، فيما تقدر المساحة المزروعة بالعروة التكثيفية بـ١٤٦٩ هكتاراً.
وأشار إلى أن تقديرات الإنتاج في الموسم الحالي من العروة التكثيفية، التي من المتوقع أن تبدأ الإنتاج خلال الشهر القادم، تبلغ نحو ٧٣ ألف طن، ويستمر إنتاج هذه العروة حتى بدايات موسم الشتاء.

Leave a Comment
آخر الأخبار