“رفع العقوبات” يوفر مناخاً استثمارياً إيجابياً ويدعم عجلة الإنتاج المحلي

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية – ميمونة العلي:
قرار رفع العقوبات الظالمة عن شعبنا وأرضنا انعكس مباشرة على سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية وبالتالي انخفاض كبير في الأسعار لصالح السوريين الذين نهشت العقوبات جيوبهم وقلوبهم، ويرى عميد كلية الاقتصاد في جامعة حمص الدكتور خالد بحبوح أن أول منعكسات رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا هو الاستقرار الداخلي والخارجي وزيادة الاستثمار ورفع مستوى التصدير والاستيراد وزيادة المنح والمساعدات.
حيث يسهم رفع العقوبات في فتح السوق أمام مختلف السلع (استهلاكية وإنتاجية)، وفتح الباب بشكل كبير لمشاريع إعادة الإعمار في البنية التحتية المدمرة وفي بعض القطاعات الاقتصادية التي يجب أن تُعطى أولوية لمساهمتها في التنمية المستدامة (الصناعات الاستهلاكية –الزراعة-الطاقة-الاتصالات).
ولفت الدكتور بحبوح إلى أنّ إلغاء العقوبات يقلل تكاليف التبادل التجاري ويخفف الأعباء على التجار ويسهل وصول السلعة إلى السوق السورية، حيث تقيد العقوبات قدرة البنوك على إجراء تعاملات تجارية، فاستلام أو تحويل مبالغ مالية غير ممكن من خلال البنوك السورية وهذا يعني أنّ على التجار أن يتعاملوا خارج المنظومة المصرفية من خلال حوالات وبنوك ووسطاء دول أخرى، الأمر الذي يزيد التكلفة ويزيد الأعباء على التجار ويصعب وصول السلعة.
وبيّن عميد كلية الاقتصاد أنّ إلغاء العقوبات يسهم في عودة النظام المصرفي للانخراط في النظام الدولي الأمر الذي يتيح فرصة التعامل مع المؤسسات الدولية والمؤسسات المالية في العالم والحصول على القروض والمنح والمساعدات والتحويل من وإلى سوريا، وكل ما سبق يسهم في دعم مؤسسات الدولة وتخفيف معانات الشعب السوري.
ولابدّ من التذكير أنّ قرار إلغاء العقوبات حتى يكون فعالاً في الواقع السوري يتطلب إجراءات على المستوى المحلي تضمن الشفافية ومكافحة الفساد والاستخدام الفعّال للموارد في إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى استعادة الثقة بين مختلف فئات الشعب ولذلك فإنّ الحلول الفعالة تتطلب تنسيقاً بين الجهود المحلية والدولية لضمان أن يكون لرفع العقوبات خطوة نحو تحقيق سلام دائم واستقرار شامل، وليس مجرد إجراء اقتصادي بحت، وإنّ رفع العقوبات لا يعني حلاً لأزمات الاقتصاد السوري وتحقيق نهوض اقتصادي واجتماعي فوري لكنه سيُوجِد مناخاً استثمارياً إيجابياً في البلد وعودة عجلة الإنتاج المحلي.

Leave a Comment
آخر الأخبار