رمز ثقافي يعبر عن الحب والجمال والأنوثة.. “الورد الجوري البلدي” عبق التاريخ وكنز الصحة والجمال

الحرية- إلهام عثمان:

يتربع الورد الجوري البلدي، المعروف بالورد الدمشقي، على عرش الجمال والرائحة العطرة، هذا النبات الشجيري، الذي يعود بأصوله إلى قرونٍ مضت، لم يكن مجرد زينةٍ للحدائق، بل تعدى عبقه ليصبح رمزاً للحب والجمال، ومكوناً أساسياً في صناعة العطور، وكنزاً للفوائد الصحية والتجميلية التي لا تحصى.

عابر التاريخ والجغرافيا

يتميز الورد الدمشقي بشكله الشجيري الذي يتراوح ارتفاعه بين متر وثلاثة أمتار، وأزهاره تتلألأ بألوانٍ متنوعة أهمها اللون الوردي، ولا يمكن الحديث عن الورد الجوري من دون ذكر رائحته، حيث بين عبد العزيز العلي خبير الطب البديل من خلال حديثه لصحيفتنا ” الحرية”، أن أصوله تعود إلى منطقة الشرق الأوسط، وخاصةً سوريا، حيث كان يُزرع على نطاقٍ واسع، وقد انتقل عبر التاريخ إلى أوروبا خلال الحملات الصليبية، وقد عبرت رائحته الفواحة القارات منتشرة في جميع أنحاء العالم.

من العطور إلى الطب والتجميل

كما أوضح العلي أن للجوري استخدامات واسعة: أهمها صناعة العطور حيث يستخرج زيته ليكون مكوناً أساسياً في صناعة العطور الفاخرة، لما له من رائحةٍ حلوةٍ وجذابة، كما يزرع في الحدائق والأماكن العامة، إصافة لأنه يجذب النحل والملقحات الأخرى، وهو رمز ثقافي في مجتمعات كثيرة، حيث يرمز للتعبير عن الحب والجمال والأنوثة في مختلف الثقافات، ناهيك باستخدامه في تزيين المنازل والمناسبات الخاصة، ليضفي عليها رونقاً مميزاً وساحراً.

استخدامات طبية

وهنا أشار العلي إلى أنه يستخدم في بعض العلاجات التقليدية، لما يحتويه من مركبات قيمة مثل التربين، والجليكوسيدات، والفلافونويد، والأنثوسيانين، التي لها تأثيرات مفيدة على صحة الإنسان، فهو مضاد للأكسدة و غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة، كما إنها تبطئ علامات الشيخوخة، وتعزز صحة المناعة، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، كما تساعد رائحته على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب ما يجعله مفيداً في علاج التوتر والقلق وتحسين جودة النوم، كما يحتوي على مركبات تخفف آلام المفاصل والعضلات وتقلل التورم وتعالج بعض الأمراض الجلدية.

مكافحةٌ للبكتيريا

وأضاف العلي أن الجوري يتميز بخواصه المضادة للبكتيريا ما يجعله فعالًا في علاج الالتهابات الجلدية والجروح، والتهابات الجهاز البولي والمعدة والقولون، كما يساهم في تحسين عملية الهضم وإزالة السموم من الجسم ما يساعد في إنقاص الوزن وتنظيم عملية الهضم.
ويستخدم في علاج السعال ونزلات البرد، والتهاب الحلق، والتهاب الشعب الهوائية، و هو فعال في علاج مشاكل أخرى مثل علاج البواسير وحساسية الجلد وارتفاع ضغط الدم وبعض مشاكل الكلى.

سحر طبيعي للبشرة

كما أضاف العلي أن الورد الجوري لا تقتصر فوائده على الاستخدامات الطبية بل يمتد ليشمل عالم التجميل حيث يستخدم ماء الورد الجوري في تنظيف البشرة وتنقيتها من الشوائب ما يحافظ على نضارتها وشبابها، كما يساعد في علاج حب الشباب، والندبات وآثار الجروح، وتفتيح البشرة ويمنح البشرة ملمساً ناعماً ورطباً، وهو من أهم مضادات الأكسدة ومحاربة الشيخوخة ويحارب علامات التقدم في السن.

تحذير لأصحاب البشرة الحساسة

كما حذر العلي مشيراً إلى أنه على الرغم من فوائده العديدة، قد يسبب الورد الدمشقي تهيجاً أو حساسية لبعض أصحاب البشرة الحساسة. لذا، ينصح العلي دائماً بإجراء اختبار بسيط على الذراع قبل الاستخدام المباشر على البشرة.

خطوات بسيطة لجمال دائم

للاستمتاع بجمال الورد الجوري وفوائده، ينصح العلي باتباع خطوات العناية البسيطة: حيث يفضل زراعته في التربة الرملية وريه بشكل منتظم، خاصة في فترات الجفاف، كما يفضل تقليمه في أواخر الشتاء أو أوائل الربيع، كما يحتاج إلى تسميد دوري، خاصة في فصل الربيع، أما بالنسبة للإضاءة يفضل زراعته في مكان مشمس.