ريم درويش.. منتجاتها الريفية تشق طريقها نحو العالمية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – نورما الشيباني:

تشكل المشاريع متناهية الصغر والصغيرة دعامة أساسية لاقتصاد الأسرة والمجتمع، لما توفره من فرص عمل، ولاسيما للسيدات اللواتي يتمكّن من خلالها من مساعدة أسرهن وتأمين احتياجاتها.
ومن بين المشاريع الناجحة التي أثبتت حضورها داخل محافظة طرطوس وخارجها، مشروع الحرفية ريم محمد درويش، ابنة مدينة صافيتا والمعروفة باسم «الريفية صفطلية»، فقد استثمرت وقتها وبيئتها الريفية الغنية بالمنتجات الطبيعية في تأسيس مشروعها الذي بدأ متناهياً في الصغر، ثم نما بالجد والمثابرة ليصبح مشروعاً صغيراً يضم أفضل أصناف المؤونة الريفية، وذلك بدعم وتشجيع من زوجها.

تحدي الوقت والحاجة

أوضحت درويش، البالغة من العمر 57 عاماً وأم لشابين، أن فكرة مشروعها انطلقت قبل 25 عاماً بدافع الحاجة المادية وتحدي الوقت. البداية كانت مع أشجار الرمان في حديقة المنزل، حيث صنعت دبس الرمان وقدّمته هدية للأهل والأصدقاء الذين أبدوا إعجاباً وتشجيعاً شكّلا مفتاح الاستمرار، ومع الوقت، توسعت منتجاتها لتشمل دبس الرمان والفليفلة والخرنوب والبندورة والمكدوس ومشتقات الحليب والمربيات، جميعها بإمكانيات ومعدات بسيطة جداً، وبمساعدة زوجها وأبنائها وسيدتين، كما زرعت الزعفران الذي حقق مردوداً مادياً جيداً من بتلاته وأبصاله، وأدخلت نبات الستيفيا كبديل للسكر في صناعة الحلويات والمربيات.

المشاركات

تتابع درويش إن إمكانيات العمل بقيت محدودة حتى عام 2017، حين دعتها مديرية الزراعة في طرطوس للمشاركة في مهرجان المنتجات الريفية بحديقة تشرين في دمشق، وهي المشاركة الأولى التي ساعدت على انتشار منتجاتها خارج المحافظة، بعدها توالت مشاركاتها في المعارض عبر هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة – فرع طرطوس، التي كانت الداعم الحقيقي لمشروعها، كما خضعت لدورتين تدريبيتين من خلال الهيئة: «حسّن مشروعك» و«حساب الجدوى الاقتصادية للمنتج» عام 2022، وانتسبت لاتحاد الحرفيين.
ولفتت إلى أن مشاركتها في عدة معارض مع غرفة التجارة والصناعة في طرطوس مجاناً، أتاح لها فرصة تعريف المجتمع بشكل أوسع بمنتجاتها، التي بلغت 36 منتجاً، وقد وصلت منتجاتها إلى خارج البلاد عبر أشخاص في سوريا لهم أقرباء في دول الخليج والسويد وألمانيا وأستراليا وكندا.

معارض دائمة

ذكرت درويش أن الشركات التي تقيم المعارض حالياً تفرض أسعاراً مرهقة على المنتجين، حيث يصل إيجار المتر إلى ما بين 500 ألف ومليون ليرة، إضافة إلى تكاليف الإقامة والنقل، ما ألحق بها خسائر بعد المشاركة في مثل هذه المعارض، وأكدت الحاجة الملحّة لإقامة معارض مجانية لدعم المنتجين.
وبيّنت أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد، مشيرة إلى أن أكبر دول العالم اعتمدت عليها عندما تعرض اقتصادها للخطر، وأكدت أن مجتمعنا بأمسّ الحاجة إلى هذه المشاريع التنموية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، داعية إلى إعادة تفعيل مكاتب هيئة تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المحافظات، وإلى توفير الدعم اللازم للحصول على معدات حديثة وألواح طاقة شمسية.

حلم العالمية

وتحلم درويش، بعد النجاح الذي حققته داخل بلدها، بأن تصل منتجاتها إلى العالمية، معتبرة أن ذلك ممكن إذا قدمت وزارة التجارة الخارجية الدعم للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وشجعت على المشاركة في معارض خارجية عبر تسهيلات ودعم مادي ومعنوي.

Leave a Comment
آخر الأخبار