الحرية – علام العبد:
نظمت مديرية الزراعة في إدلب اليوم وبرعاية الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية يوماً حقلياً في قرية سيجر بسهل الروج بريف إدلب الغربي، تحت عنوان: “التعريف بأصناف القطن المحلية المعتمدة”، وذلك بحضور مسؤول مدينة إدلب محمود رمضان، ومدير الزراعة المهندس مصطفى موحد.
ويأتي هذا النشاط في إطار الجهود المبذولة لدعم المزارعين وتطوير زراعة القطن في المنطقة، بما يسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي المحلي.
وقال الباحث المهندس الزراعي معتز حلاق، شهدت زراعة القطن في محافظة إدلب عودة جزئية بعد توقف استمر أكثر من عقد، لكنها واجهت تحديات كبيرة تمثلت في ضعف جودة البذار المستوردة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، ونقص أسواق تصريف المحصول، ما أدى إلى خسائر في موسم 2023-2024 وأثر سلباً على دخل المزارعين الذين اعتمدوا على هذه الزراعة كمصدر رئيسي.
وأوضح في تصريح لصحيفتنا ” الحرية ” أنه على الرغم من الأهمية التاريخية للقطن كمحصول إستراتيجي، إلّا أن توقف محطات الري، ونقص الدعم، وعدم وجود بذور مهجنة مناسبة جعلت المزارعين عرضةً لمخاطر كبيرة.
وعاد الفلاحون في إدلب اليوم لزراعة القطن بعد توقف دام أكثر من 11 عاماً بسبب الحرب وتداعياتها، وذلك بتشجيع من مديرية الزراعة بهدف استعادة المحصول كمورد اقتصادي مهم.
يقول المزارع محمود صطوف هلال من مزارعي سهل الروج: كان القطن يعد من أهم المحاصيل في ريف إدلب قبل عام 2011، حيث كان يشكل مورداً أساسياً لدخل العديد من الأسر.
وأشار إلى أن زراعة القطن واجهت تكاليف مرتفعة ولاسيما في المبيدات الحشرية والمحروقات، بالإضافة إلى تعطل معظم محطات الري، ما يزيد من صعوبة عملية الزراعة.
وأضاف من جملة ما يعانيه مزارعو القطن غياب أسواق تصريف واضحة للمحصول، وعدم وجود خطط واضحة لتشغيل معامل الغزل والزيوت، ما يضعف جدوى الإنتاج.
بالإضافة إلى افتقار المزارعين الجدد للخبرة الحديثة في زراعة القطن بعد توقف دام سنوات، أسهمم في ضعف جودة وكمية الإنتاج.
لقد واجه المزارعون في سهل الروج خسائر مالية كبيرة بسبب التكاليف الزراعية المرتفعة، وضعف الإنتاج، وتدني أسعار شراء المحصول، وهو ما يضعف ثقتهم في الزراعة.
لهذا تسعى مديرية الزراعة بادلب اليوم لتقديم الدعم عبر القرض الحسن وتوفير الأسمدة، لكنها تحتاج آليات أكبر لاستعادة الثقة وتخفيف الأعباء عن المزارعين..