الحريةـ رحاب الإبراهيم :
في ظل واقع معيشي ضاغط، جاء مرسوم زيادة الرواتب بنسبة 200٪،الذي صدر اليوم، في وقته تماماً، ليشكل مفاجأة مبهجة للموظفين الذين كانوا ينتظرون هذه الزيادة بفارغ الصبر كونها ستمكنهم من تغطية جزء كبير من احتياجات المعيشة وتعفيهم من إرهاق الحسابات المطولة، مع انعكاسها الإيجابي على تحريك عجلة الأسواق والحركة التجارية، فالكتلة المالية للرواتب بالزيادة الحالية ستضخ بشكل تلقائي في الأسواق، ما سيسهم في تنشيط واقع الأسواق الراكدة ويحسن المزاج العام وخاصة أن الزيادة الحاصلة بمقدار ضعفي الراتب تعد الأولى من نوعها منذ سنوات.
فور سماع نبأ زيادة الرواتب كثرت الاتصالات المهنأة، مع لحظ حالات الفرح من نبرات من شملته زيادة الرواتب، لدورها في حل الكثير من مشاكلهم المعيشية المعلقة، وتغطية جزء هام من احتياجاتهم الأساسية، وهو ما عبر عنه بعض الموظفين عند اتصال “صحيفة الحرية” بهم، اذ عبر الموظف نعيم ” أب لستة أولاد” عن فرحته العارمة بهذه الزيادة التي كان يتوقعها الشهر القادم، ليأتي صدورها هذا الشهر في وقتها تماماً وتشكل مفاجأة لكل أسرة، فهي وإن كانت لا تكفي رغم أهميتها لتغطية احتياجاتها خلال الشهر، لكن تساعدها كثيراً في هذه المرحلة الصعبة في ظل ما تعانيه العائلات من ضغوط معيشية فائقة، ما يدلل على اهتمام الحكومة في هموم المواطنين وسعيها إلى تحسين معيشتهم ضمن الإمكانات المتاحة.
الأمر ذاته أشارت إليه السيدة رشا سلوم “أم لطفلين” بنبرة صوتها الفرحة بالزيادة الجديدة عند الاتصال بها، فتقول: هذه الزيادة المهمة ستحل لي الكثير من مشاكلي المعيشية وتلبي احتياجات أسرتي بنسبة مقبولة، حيث كان راتبي لا يكفي لتغطية ثمن الخبز وبعض الاحتياجات، واليوم أصبح بإمكاني تغطية نسبة أكبر من مستلزمات المعيشية المتزايدة، طبعاً كنا نطمح بنسبة أكبر كما وعدت الحكومة، لكن لو كان بالإمكان اتخاذ هذا القرار بهذه المرحلة لما ترددت قطعاً، وستعمل لو توفرت الموارد المالية الكافية على تحسين واقعنا المعيشي كلما سنحت الفرصة بذلك، مشيرة إلى ضرورة مراقبة الأسواق منعاً لرفع الأسعار وتفريغ الزيادة من مضمونها الهام كما كان يحصل سابقاً، فالأسعار إذا بقيت على وضعها الحالي مع الزيادة الجديدة ستتمكن الأسرة من تأمين جزء هام من احتياجاتها الأساسية.
خطوة إيجابية
وكما هو متوقع، سيكون لزيادة الرواتب دور في زيادة الحركة التجارية وتشجيع المواطنين على الشراء وخاصة عند التزام التجار بأسعار منطقية دون شطط وسعي إلى تحقيق أرباح زائدة على حساب المواطنين خاصة و أن نسبة كبيرة ليست موظفة، ما يتطلب محاسبة المخالفين مع الإلتزام بحركة العرض والطلب، التي تخفض وترفع أسعار السلع، وهنا يصف التاجر رزق الحسين في حديثه لصحيفة “الحرية ” قرار زيادة الراتب بنسبة ٢٠٠٪ بالخطوة الإيجابية والهامة، حيث ستمكن الموظفين من النزول إلى الأسواق وشراء احتياجات أسرهم، وهذا سينعكس بالإيجاب على حركة الأسواق وينشطها عبر زيادة الطلب على المنتجات الأساسية والضرورية، مؤكداً على أهمية هذا القرار في دعم العائلات الفقيرة اجتماعياً واقتصادياً.