الحرية- سامي عيسى:
الجميع منشغلون اليوم بموضوع “زيادة الرواتب والأجور” والجميع بانتظار قدومها علَها تكون بداية انفراج معيشي، يفضي إلى تحسن أفضل في معيشة المواطن اليومية، حكومة ومواطنين، وهيئات مجتمعية واقتصادية وغيرها كثير، ممن يرون الواقع الصعب، الذي تعيشه الأسرة السورية، على اختلاف وتنوع مستويات الدخل فيها، فالغالبية أصبحت تحت خط الخطر، وعدم الكفاية لتحقيق أدنى حياة أقل ما نسميها “سد الرمق”..!
وما وصلنا إليه نحن كمواطنين بهذا المستوى المعيشي، لم يكن بمحض الصدفة، أو مرده لأسباب هي خارجة عن إرادة المعقول، أو مرتبطة بظروف خارجة عن إرادة البشر، بل كان بتفكير وتدبير، من قبل البعض من أفراد الحكومات السابقة، ومن عاونهم في سرقة الحالة الاقتصادية لسورية، مروراً بسرقة الموارد الطبيعية والثروات النفطية، في مقدمتها النفط والقمح، وصولاً إلى سياسة التجويع للشعب، والتي توجت بالحصار الاقتصادي، والعقوبات الاقتصادية، وفرض قوانين الحظر، التي شلت الحركة التجارية والاستثمارية من وإلى سورية، والأخطر الجهات الداخلية، والتي يقودها الفساد وأهله، الذي أجهز على ما تبقى من موارد تساعد على التخفيف من أعباء المعيشة للمواطن، رغم سعي الحكومة الحالية لمعالجته، لكن شراسته تزيد وتشكل خطورة مستمرة للجميع ..!
وبعد كل ذلك، وما ذكرنا من أسباب تدني مستوى المعيشة، وتراجع مستويات الدخل إلى مادون الصفر، وبالتالي الزيادة القادمة حسب بعض التصريحات والتسريبات من هنا وهناك، هل تشكل ضعفي الراتب الحالي، أم أكثر مهما كانت نسبتها وقيمتها، تبقى بالحدود للوصول للكفاف .. لأن الأسعار تضاعفت كثيراً، فكل يوم هي في زيادة، وهي في حالة ارتفاع على مدار الساعة، مقابل ثبات الأجور وتآكل قيمتها وتهالك أصحابها..!
ما يحدث معادلة صعبة الحل، أطرافها كثر، واللاعبون أكثر، أغلبهم تجار بفئاتهم المختلفة، فلتان الأسعار، تراجع مصداقية الرقابات، أمام تحرير الأسواق، وحصار اقتصادي، وعقوبات مازالت تفعل فعلها باقتصادنا الوطني، بقايا فساد منتشر في دهاليز أهل المصالح والمنافع الشخصية، وزيادة في ذلك التهريب الذي يهدد قوة إنتاجنا المحلي، وغير ذلك من أسباب تمنع من مجاراة ما يحدث في الأسواق، والوصول بمستويات الدخل إلى المستوى المطلوب..!
كلنا نأمل بزيادة مجزية، وقبلها ضبط فلتان الأسواق وحراميتها..؟!
Isaa.samy68@gmail.com