سعر قالب «الكيك» قد يصل إلى 600 ألف ليرة.. خبراء يوصون بالاحتفالات ضمن الإمكانيات

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- إلهام عثمان:

يعكس قالب الكيك روح الاحتفال، إذ يبقى رمزاً للمناسبات المميزة التي تطرق أبوابنا، ورغم كل المحاولات من الأطباق الأخرى لإبراز نفسها، يبقى الكيك سيد مائدة الاحتفال بلا منازع، لكن ماذا يحدث عندما يرتبط هذا القالب بأسعار مرتفعة تفوق القدرة الشرائية للكثيرين؟

نهاد شتيوي تقول لست خبيرة في صنع الكيك، لذا تضطر لشرائه في المناسبات، وعلى الرغم من ارتفاع سعره إلا أن شراءه في المناسبات لا مفر منه.
فيما بينت منى نصر أنها تقوم بصنعه في منزلها، وأنها لا تنتظر قدوم مناسبة لتذوقه مع العائلة، فهي تقوم بإعداده من فترة لأخرى، وأما فيما يخص تكلفة إعداده في المنزل فتقول: تقريباً يكلف 50 ألف ليرة سورية.. مزين كما في المحلات.

واقع صعب يعكس تناقضات الحياة
وهنا نذكر أن أسعار قطع الكيك الصغيرة تتراوح ما بين 8000 -20 ألف للقطعة الواحدة، فيما يتراوح سعر قالب الكيك المزين لشخصين، من 50-65 ألفاً، أما القالب الذي يكفي 8 أشخاص بـ  95 ألف ليرة، و 150 ألفاً للقالب الذي يكفي 12 شخصاً، وقد يصل سعر القالب إلى 600 ألف، وتختلف التسعيرة حسب مواده ونوع الشوكولا (كلاكسي ونوتيلا وغيرها من الأنواع)، وحسب الحشوة إن كانت مكسرات أم فواكه مجففة وكريمة.
وعلى الرغم من انخفاض وتوفر المواد الأساسية المكون منها قالب الكيك، نجد أن أسعاره ما زالت مرتفعة ولم تتأثر بانخفاض مواده الأساسية، حيث بلغ سعر  كيلو الطحين ما بين 5-7 آلاف، وقالب الزبدة 5-6 آلاف، وصحن البيض 27-32 ألفاً، أما كيلو  السكر 7 آلاف، وعبوة الزيت 16 ألف ليرة وما فوق، و سعر كيلو الحليب 7000 ليرة.

تكاليف كبيرة
وهنا أوضح صاحب أحد المحلات المخصصة لبيع الكيك والذي رفض التصريح عن اسمه، أن سبب ارتفاع أسعار الكيك لا يتوقف عند عتبة المواد الأساسية للتصنيع، فهناك عبوة الغاز والتي أصبح سعرها اليوم 230 ألف ليرة، وأيضاً المواد المستوردة مثل مبيض الكيك، أما الكاكاو والذي هو أصلاً ممنوع استيراده، وإن وجد فهو يباع (بالغرام) حسب رأيه، أضف لبدائل الطاقة الكهربائية والتي زاد استهلاكها نظراً لزيادة عدد ساعات التقنين، التي تصل إلى 9ساعات، وبالتالي زيادة في استهلاك الأمبيرات، ووفقاً لإحدى الفواتير التي أبرزها البائع، فقد دفع مبلغ 1,5 مليون ليرة في الأسبوع الواحد، إضافة لاستهلاك بطاريات الليثيوم، كما أن الوعود بتوفير الكهرباء للأسف لم تطبق على أرض الواقع.
وعن باقي التكاليف هناك أجور معلم المعمل، والذي يتقاضى ما بين 700-800 ألف ليرة، و العامل العادي 400 ألف أسبوعياً.
وعلّق البائع بمرارة: الكيك أصبح يباع في الطرقات بغض النظر عن النوعية والجودة، مضيفاً إن الزبون أصبح يبحث عما هو أرخص ولم يعد يكترث للطعم أو الجودة إلا نادراً.

نقد الواقع
الخبير الاجتماعي محمد علوش أكد من خلال حديثه لصحيفة “الحرية”، أنه ليس من الضروري أن نربط الفرح بمنتج معين، والذي يعكس ويرتبط بحالة السوق؟ وطرح تسأولاً، لماذا تبدو احتفالاتنا مشروطة بقيمة مادية، في ظل سلسلة التحديات اليومية، وهنا نوه علوش بإمكانية أن نستغل “ذكائنا المالي” في إيجاد بدائل مبتكرة، فيمكن أن نصنع الكعك في المنزل باستخدام مكونات بسيطة، أو نستخدم الفواكه الطازجة كجزء من الزينة، ما يحافظ على روح الاحتفال دون أن تؤثر على ميزانيتنا.

عودة إلى الجذور
وأشار علوش إلى أنه عندما نسترجع بعض التقاليد المفقودة، حيث كان الناس يجتمعون للاحتفال معاً، بدلاً من الاعتماد على عنصر باهظ الثمن، يمكن أن تعزز المشاركات الاجتماعية من مشاعر الفرح، بعيداً عن قيود المال، مشيراً إلى أن الاحتفال هو نوع من الأسباب للتجمع وتبادل القصص والأوقات السعيدة.

الفرح هو الأهم
وهنا أوضح علوش أن علينا أن نقاوم الفخاخ الاقتصادية، وأن نفكر في كيف يمكننا الاحتفال بطريقة لا تكسر ظهر العائلات، الأهم من جميع الرفاهيات هو الروح التي تجمعنا وتعيد لنا ذكريات جميلة؛ فالفرح لا يعلق على مبلغ المال بل على اللحظات التي نعيشها معاً. داعياً إلى أن نستعيد معنى الاحتفال بطرق تتجاوز المظاهر وتربطنا بجوهر الحياة وروابطنا الإنسانية.

القدرة الشرائية
الخبير الاقتصادي مرهف إسماعيل، بيّن أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية يؤثر بشكل كبير في القدرة الشرائية للمستهلكين، ما يحتم عليهم إعادة تقييم أولوياتهم المالية، في ظل الأزمات الاقتصادية، ناصحاً بالتحول نحو بدائل أكثر استدامة، مثل إعداد الحلوى في المنزل، بدلاً من الاعتماد على المنتجات الجاهزة. هذا لا يساعد فقط في تقليل التكاليف، بل يعزز أيضاً الروابط الأسرية من خلال الأنشطة المشتركة.
فيما ختم علوش: الفرح الحقيقي يمكن أن يتمثل في طرق وكيفية التعبير لمن نحب، وبالتواصل الاجتماعي، بدلاً من الإنفاق المفرط وخاصة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي الراهن.

Leave a Comment
آخر الأخبار