الحرية – طلال الكفيري:
لا تزال مياه الصرف الصحي المنتهية بوادي الثعلة الواقع إلى الغرب من مدينة السويداء، تشكلُ هاجساً مقلقاً للكثيرين من أهالي المنطقة، وخصوصاً أنها أصبحت تُستغل لسقاية المزروعات والأشجار المثمرة.
عدد من المهتمين بالشأن البيئي أشاروا لصحيفة ” الحرية ” إلى أن عدم إيجاد حلولٍ جذرية لهذه المشكلة، التي مضى عليها سنين عدة، أوجدت وللأسف واقعاً بيئياً مزرياً للغاية، فعدا عن إلحاقها أضراراً بالبيئة، بسبب ما يَصدر منها من روائح كريهة، وتحولها إلى مرتعٍ للحشرات الضارة الناقلة للأمراض المعدية، فقد أضحت كذلك مصدراً إروائياً دائماص للخضار الصيفية، التي تُزرع ضمن الأراضي القريبة من وادي الثعلة، وبالتالي الرمي بإنتاج هذه المزروعات في الأسواق المحلية، وهنا تكمن الخطورة الكبرى، نتيجةً ما تحمله هذه الخضار المروية من المياه المُلوثة من أخطار على صحة مستهلكيها.
ولسان حالهم يسأل؛ ما دامت خطوط الصرف الصحي والتي أنفق على تنفيذها مئات الملايين من الليرات لا تحمي البيئة من التلوث، فلماذا لا تكتمل هذه الخطوة بمحطات المعالجة لكون تنفيذ مشروعات للصرف الصحي من دون محطات معالجة كمن ينفخ في قربة مثقوبة ؟”.
إذاً هذه الخطوة والمتمحورة فقط بتنفيذ خطوط للصرف الصحي تبقى منقوصة ما لم تقترن بمحطات معالجة فإلى متى ستبقى أودية المحافظة حاضنة دائمة لهذه المياه؟
رئيس بلدية الثعلة مازن حسون أوضح لصحيفة ” الحرية” أن مياه الصرف الصحي باتت بالفعل المُغذي الدائم ومنذ أكثر من عشرين عاماً لوادي الثعلة البالغ طوله حوالي ٢٠ كم والذي يمر بأكثر من قرية، الأمر الذي أدى إلى تلويث الأراضي الزراعية، وخصوصاً المحاذية للوادي، وهناك بعض الفلاحين وللأسف استغلوا هذا الواقع، وقاموا بسقاية مزروعاتهم منها، مضيفاً أن الحل الدائم لهذه المشكلة يكمن بإحداث محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي غرب مدينة السويداء.
وتمنى حسون تشكيل لجنة مهمتها مراقبة المزروعات المروية من مياه الصرف الصحي ليصار إلى حراثتها، والحيلولة دون دخولها الأسواق المحلية.