الحرية – أمين سليم الدريوسي:
تحتفل سلطنة عمان اليوم العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني باليوم الوطني المجيد، ذكرى تأسيس الدولة، وهو يوم تتجسد فيه الروح الوطنية لأبناء هذا الوطن الطيب، وهم يجددون العهد على مواصلة البناء والعطاء بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق.
ويأتي هذا اليوم ليؤكد الركيزةً الصلبة لمسيرة النهضة العمانية المتجددة، حيث تتواصل الإنجازات في مختلف القطاعات، وتتعزز مكانة السلطنة إقليمياً ودولياً.
إنه يوم يزهو فيه العمانيون بإنجازاتهم، ويستحضرون أمجاد الماضي وإشراقات الحاضر، ويطلّون على المستقبل برؤية «عمان 2040» التي ترسم ملامح دولة حديثة، متجددة، ومزدهرة، قائمة على العلم والمعرفة والابتكار، ومتمسكة في الوقت ذاته بأصالتها وهويتها العريقة، لتنطلق بعدها مسيرة النهضة المتجددة، في مختلف القطاعات.
التعليم والبحث العلمي
وفي هذا القطاع شهد التعليم تطوراً ملحوظاً ضمن أولويات رؤية «عمان 2040»، حيث بلغ عدد المعلمين أكثر من 66 ألفاً موزعين على 1303 مدارس، إضافة إلى مدارس التربية الخاصة.
وفي عام 2025 تم استلام 16 مبنى مدرسياً جديداً في مختلف المحافظات وفق أعلى معايير السلامة، أما التعليم العالي فقد حقق حضوراً عالمياً، إذ صعدت جامعة السلطان قابوس 28 مركزاً في تصنيف QS لتحتل المرتبة 334 عالمياً، فيما أدرجت خمس مؤسسات عمانية في التصنيف.
وفي مجال البحث العلمي، تقدمت السلطنة 10 مراتب في مؤشر الابتكار العالمي، وارتقت 23 مرتبة في مخرجات الابتكار، كما مول برنامج التمويل المؤسسي أكثر من 2200 مشروع بحثي منذ 2018، إضافة إلى برامج استراتيجية للقطاع الحكومي والصناعي، ومبادرات لتحويل مشاريع التخرج إلى شركات ناشئة، ومشاركة مبتكرين عمانيين في معارض دولية.
الحماية الاجتماعية والتنمية
أطلقت السلطنة منظومة حماية اجتماعية شاملة تغطي مراحل الحياة كلها، من الطفولة إلى كبار السن، وتشمل التقاعد والأمومة والإعاقة والدعم النقدي المباشر للأسر ذات الدخل المحدود.
وقد تجاوز عدد المستفيدين 63% من السكان، كما أعيدت هيكلة صناديق التقاعد بنسبة إنجاز تجاوزت 90%، مع تعزيز الخدمات الذكية وتوسيع التغطية، وبنهاية سبتمبر/أيلول الماضي بلغ عدد العاملين المؤمن عليهم أكثر من 604 آلاف مواطن، وصرف أكثر من 121 ألف معاش نشط.
وفي مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة صدر المرسوم السلطاني رقم 92/2025 بإصدار قانون حقوقهم، إضافة إلى اعتماد 7 ملايين ريال لإنشاء مركز اضطراب طيف التوحد، كما أطلقت برامج لحماية الطفل ورعاية كبار السن، استفاد منها أكثر من 1300 مواطن.
الصحة
كما وضعت السلطنة نظاماً صحياً رائداً ضمن رؤية «عمان 2040»، وتقدمت إلى المرتبة 55 عالمياً في مؤشر ليجاتوم للصحة، افتتحت 10 مؤسسات صحية جديدة وطورت 7 مستشفيات و21 مؤسسة أخرى، إضافة إلى مشروعات كبرى مثل المركز الوطني للصحة الافتراضية و9 مستشفيات قيد الإنشاء.
حققت إنجازات نوعية في زراعة الأعضاء، منها أول عملية زراعة قلب لمواطن عماني، وإعادة تشغيل زراعة القرنية، وإنشاء بنك للعيون، كما حصلت مستشفيات السلطنة على اعتمادات دولية مرموقة، وبلغت نسبة تغطية التطعيمات الأساسية للأطفال أكثر من 99%.
البيئة والموارد
تصدرت سلطنة عمان قائمة الدول العربية الأقل تلوثاً في مؤشر التلوث العالمي لعام 2025، وجاءت في المرتبة 22 عالمياً.
كما أدرجت محميات الجبل الأخضر والسرين ضمن الشبكة العالمية لمحميات الإنسان والمحيط الحيوي، وتم تعزيز جودة الهواء عبر 56 محطة رصد، وحماية البيئة البحرية على امتداد 3165 كيلومتراً من السواحل.
وفي الأمن الغذائي والمائي، نفذت 449 مشروعاً زراعياً بقيمة 1.853 مليار ريال، وبلغ الإنتاج السمكي 901 ألف طن بقيمة 580 مليون ريال، مع توسع مشروعات الاستزراع السمكي التي تجاوزت استثماراتها مليار ريال، كذلك يوجد 82 سداً لتغذية المياه الجوفية و117 سداً للتخزين السطحي، إضافة إلى 4173 فلجاً و13 محطة للاستمطار الصناعي.
الشباب
يعد الشباب أساس النهضة المتجددة، وقد أطلقت برامج عديدة لتمكينهم مثل برنامج السفراء الشباب للتأهيل الدبلوماسي، معسكر «مستعد»، جائزة الإجادة الشبابية، مشروع «شكراً شبابنا»، وحاضنة المبادرات الشبابية، كما أقيمت البطولة الوطنية للمناظرات وجائزة «تواصل» للأفلام القصيرة، لتوفير منصات للحوار والإبداع.
الإعلام
شهد الإعلام العماني نشاطاً مكثفاً، حيث أنتج أكثر من 50 ألف مادة إعلامية و7 آلاف نشرة إذاعية وتلفزيونية خلال عام 2024، وعزز حضوره الرقمي عبر منصة «عين» التي سجلت أكثر من 14 مليون مشاهدة، وارتفع عدد متابعي وزارة الإعلام على منصات التواصل إلى 6.4 ملايين متابع، وبلغت زيارات المواقع الصحفية الإلكترونية نحو 40 مليون زيارة.
وتواصل القنوات التلفزيونية والإذاعات بث برامجها على مدار الساعة، فيما بلغ عدد ساعات البث أكثر من 8 آلاف ساعة تلفزيونية و26 ألف ساعة إذاعية.
خلاصة القول، اليوم الوطني المجيد لعمان ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو مناسبة لإبراز ما تحقق من منجزات في التعليم، الصحة، الحماية الاجتماعية، البيئة، الشباب، والإعلام، ضمن رؤية “عمان 2040”. هذه الإنجازات تعكس التلاحم بين القيادة والشعب، وتؤكد أن النهضة المتجددة تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.