الحرية- إلهام عثمان:
مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزداد ظهور العقارب في المناطق الريفية والحضرية على حدّ سواء، ما يجعل التعرف على هذه الكائنات وفهم طبيعتها أمراً ضرورياً للجميع، وتعدّ من أقدم الكائنات على سطح الأرض وأقواها في الصمود والتكيف مع الطبيعة، ورغم ما تحمل معها من مخاطر كثيرة، لكنها في الوقت ذاته تحمل فوائد واعدة في المجال الطبي، مع اكتشافات حديثة تفتح آفاقاً جديدة لعلاج العديد من الأمراض المستعصية.
مخاطر العقارب ووسائل الوقاية
تتميز العقارب بطابعها الليلي ونجاحها في الاختباء في أماكن جافة ومظلمة، ما يزيد فرصة التعرض لدغتها في حال عدم الحذر، تتواجد في الأماكن التي تكثر فيها الحجارة، والخشب، والأماكن المحيطة بالمنازل، وقد تتسلل إلى الملابس والأحذية. لذلك، ينصح دائماً بفحص الملابس والأحذية قبل ارتدائها، وتجنب المشي حافي القدمين في المناطق المحتملة وجود العقارب.
ومن الإجراءات الوقائية أيضاً، تنظيف محيط المنزل من الأوساخ والشقوق، وإغلاق الفتحات، وتركيب شبكات أمان على النوافذ والأبواب، بالإضافة إلى إضاءة المناطق الخارجية ليلاً.
كيفية التصرف عند التعرض للدغة
وهنا بيّن طبيب الطوارئ طلال محمد الاختصاصي في علاج لدغات العقارب والأفاعي من خلال حديثه لصحيفة الحرية، أنّ لدغة العقرب تعدّ من الحوادث الخطيرة، خاصة على الأطفال وكبار السن، والسبب أن أجسادهم أقل مقاومة من الشباب، وأضاف: عند التعرض للدغة العقرب ينصح بالهدوء وتجنب الطرق التقليدية الخاطئة، مثل كي المنطقة أو امتصاص السم الذي قد يدخل عن طريق اللثة لجسم المسعف، كما أن هذه الطريقة يمكن أن تزيد الحالة سوءاً، لذا وكخطوة أولى تغسل المنطقة المصابة بالماء والصابون، وتربط المنطقة بخفة للمساعدة على إبطاء انتشار السم، ووضع كمادات باردة غير مباشرة، والتوجه مباشرة إلى أقرب مستشفى، ومن المهم أيضاً الابتعاد عن تناول أدوية أو أشياء من دون استشارة الطبيب، واستعمال مسكنات الألم عند الضرورة، مع مراقبة ظهور أعراض مثل صعوبة التنفس أو التشنجات.
فوائد سم العقرب
وبيّن محمد أنه على الرغم من خطورة العقرب، فإن سمّه يعد واحداً من أغنى المصادر في عالم البحث الطبي، حيث كشفت الأبحاث العلمية أنّ سمَّ بعض أنواع العقارب يستخدم اليوم في علاج الأمراض المزمنة والخطيرة، مثل سرطان الدماغ والحبل الشوكي، حيث تعتمد العديد من الأبحاث الحديثة على مادة “كلوروتوكسين” القائمة على السمّ لعلاج أمراض أخرى كالملاريا وأمراض العظام. في الوقت ذاته، يبقى البحث العلمي جالباً للأمل في تحويل خطورة العقرب إلى أداة علاجية تسهم في علاج أمراض مستعصية.
وهو ما يعكس أهمية استمرارية الدراسات والاكتشافات الحديثة، وهكذا يتحول سمُّ العقرب من خطر محتمل إلى أداة علاجية فعّالة، ما يعكس أهمية فهم طبيعته ودراسة تركيبته بدقة.