سهرات حوران الشتوية.. حنين للماضي وتعزيز للمحبة والألفة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية– ياسر النعسان:

يتميّز المجتمع العربي بعشقه للسهرات التي تضيف شيئاً من الفائدة المعرفية التي تأتي من تبادل أطراف الحديث والنقاشات والحوارات التي لا تخلو مطلقاً من المعرفة، والمجتمع الحوراني جزء من هذه المجتمعات، لذلك تجد السؤال المتداول لدى المعارف والأصدقاء والأقارب والجيران أين السهرة اليوم، حيث يتم تحديد مكان السهرة خلال النهار والاتفاق المسبق عليه لما في هذه السهرات من ترويح عن النفس.
“الحرية” التقت عدداً من أفراد المجتمع الحوراني للحديث عن هذه السهرات وفوائدها.
للسهرة نكهة خاصة للسهرات الشتوية وخصوصاً إن كانت المدفأة بين أفراد العائلة نكهة خاصة ومذاقاً مختلفاً، وهذا ما درجت عليه العادة في حوران، حيث تضع الجدات والأمهات الحمص المبلول على المدفأة لتحميصه ومن ثم أكله، إضافة لكون قضامة الحمص المونة السنوية للأسرة التي تعد من أساسيات السهرة مع كأس الشاي الثقيل المركز الذي يتم غليه على المدفأة كأحد طقوس السهرة هذا ما بيّنه وليد أبو شنب، الذي أضاف إن الانقطاع الطويل للكهرباء أدى بالكثير من الأسر للعودة لحكايات الجدات والأمهات التي كانت دارجة بالقدم قبل أن تصل الكهرباء لريف حوران وإن عادت الكهرباء لاحقاً، فلمشاهدة المسلسلات ذات الهدف الاجتماعي المميز نكهة خاصة بوجود المدفأة وخصوصاً بعد توافر المازوت بشكل كافٍ للجميع بعد انتصار ثورتنا العظيمة ويتم تبادل الأفكار من خلال النقاشات والحوارات التي تتم خلال السهرات.

اختصاصية: تسهم في تكوين الشخصية وصقلها

أحاديث الأرض

حسان أبو دنف أشار من جهته إلى أن لسهرات الشتاء نكهة مختلفة عن سهرات الصيف بوجود المدفأة وخصوصاً إن كانت على الحطب الذي يبعث دفئاً رائعاً، وكذلك كأس الشاي الذي يغلى على المدفأة إضافة لغلي الفول على المدفأة وأكله. وكذلك سهرات المضافات الحورانية التي يجتمع فيها الأهل والأصدقاء والجيران، حيث أحاديث الزراعة لكونه موسماً تزرع فيه المزروعات، وهذا ما أكدته أم حسني التي أضافت إن السهرات العائلية في شتاء حوران غنية بالأحاديث ذات الشجون وخصوصاً على رائحة القهوة المرة ورائحة بزر دوار القمر وبزر البطيخ الذي نحمّصه على المدافئ الذي نجمعه من زراعة دوار القمر والبطيخ صيفاً مع كأس الشاي.

تسهم في تكوين الشخصية

الاختصاصية الاجتماعية هند قنواتي أشارت من جهتها إلى أن ما يميز المجتمع العربي عن غيره من المجتمعات العلاقات الاجتماعية الرائعة الدافئة، وهذا ما لا نجده في باقي المجتمعات التي لا تعرف إلا المادة حصراً دون غيرها، أما مجتمعاتنا فتتميّز بحب وعشق العلاقات الاجتماعية والتزاور سواء على صعيد القارب أو على صعيد الجيران والأصدقاء والمجتمع الحوراني مثله كمثل باقي المجتمعات العربية والسورية التي تعشق وتتوق دوماً لمثل سهرات كهذه ومعلوم أن المجالس مدارس، فهي لا تخلوا من الفائدة من خلال تبادل أطراف الحديث بين أفراد السهرة، وكذلك النقاشات والحوارات في كل الصعد ومثل سهرات ولقاءات كهذه تسهم في تكوين الشخصية وصقلها.

Leave a Comment
آخر الأخبار