سوريا الجديدة.. انفتاح متوازن على جميع الدول بعيداً عن سياسة المحاور 

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – سامر اللمع  :

حققت الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات مع كافة الدول، اختراقاً ناعماً للدبلوماسية الجديدة انعكس انفتاحاً دولياً اقتصادياً – دبلوماسية جديدة بعيدة عن سياسة المحاور التي اتبعها النظام البائد – اكتسبت العلاقات الدبلوماسية في سوريا الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني زخماً واسعاً على الصعيد العربي والإقليمي والدولي لجهة ما تم تحقيقه في وقت قياسي من إنجازات هامة تمثلت في رأب الصدع الذي خلفه النظام البائد مع العديد من الدول، كذلك في تحقيق اختراقات اقتصادية تمخضت عن توقيع العديد من الاتفاقيات لإعادة الإعمار ودفع عجلة الاقتصاد السوري إلى الدوران لبناء

سورية الجديدة.

القيادة في سورية الجديدة تعلم يقيناً أن البلاد اليوم بحاجة إلى إعادة مد الجسور وبناء العلاقات مع كافة الدول وعلى رأسها الدول العربية على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة من أجل أن تأخذ سوريا دورها التاريخي كدولة رائدة في العالم العربي ثم لتنطلق عبر دبلوماسيتها الهادئة وعبر الحوار المتوازن لإعادة مكانتها الإقليمية والدولية ولكي تكون في مصاف الدول المؤثرة عالمياً.

حرص الرئيس السوري أحمد الشرع على تنفيذ زيارات هامة من أجل مد الجسور وإعادة وصل ما انقطع مع العديد من الدول العربية والإقليمية والدولية وأجرى لقاءات هامة مع قادة هذه الدول والتقى برجال أعمال من الجالية السورية هناك وشجعهم للعودة إلى سورية للمشاركة في إعادة البناء.

وكانت أولى زياراته الخارجية إلى المملكة العربية السعودية في ٢_٣ شباط ٢٠٢٥ ،حيث التقى هناك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ثم توجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة.

بعد ذلك توالت زيارات الرئيس إلى دول محورية أخرى فزار الأردن ودولة الإمارات وقطر والبحرين وفرنسا كما كانت للجمهورية التركية النصيب الأكبر من زياراته آخرها في ٢٤_٢٥ أيار ٢٠٢٥ والتقى هناك الرئيس التركي وكبار المسؤولين الأتراك كما التقى بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك.

كما عملت الدبلوماسية السورية الجديدة منذ التحرير على تكثيف الزيارات إلى الدول العربية والغربية حيث أجرى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني العديد من الجولات المكوكية لترميم العلاقات مع دول عديدة، ومن الدول التي زارها الشيباني، دولة قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وتركيا وسويسرا وألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها، كما شارك الشيباني بالعديد من المؤتمرات الدولية والإقليمية والعربية منها مؤتمر ميونخ للأمن ومؤتمر دافوس الإقتصادي ومؤتمر باريس بشأن سوريا ومؤتمر الويب (قطر ٢٠٢٥) والقمة العالمية للحكومات في دبي، بالإضافة لاجتماعات الرياض بشأن سوريا واجتماع دول جوار سوريا في الأردن وكذلك كانت مشاركته الهامة ضمن وفد حكومي سوري إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، وقد تم عقد سلسلة من اللقاءات السياسية والدبلوماسية في نيويورك كما قام الوزير الشيباني برفع علم الجمهورية العربية السورية الجديد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك وهو ما شكل لحظة رمزية بارزة إضافة لذلك، وشارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في القمة العربية الـ ٣٤ في العراق نيابة عن الرئيس أحمد الشرع والتي عقدت في بغداد في السابع عشر من هذا الشهر.

الدبلوماسية السورية تحقق مبدأ التوازن في العلاقات مع كافة الدول

المتتبع للمسار الزماني والمكاني للنشاط الدبلوماسي لسوريا الجديدة يلاحظ أن التنوع في الزيارات الهادفة لإعادة بناء علاقات جديدة ووصل الأواصر مع كافة الدول يؤكد نجاح مبدأ التوازن في السياسة السورية من خلال اتباع سياسة الانفتاح الدبلوماسي على الدول العربية والإقليمية والأجنبية وتعزيز الحضور السوري على الساحة الدولية مما لذلك من أهمية في بناء علاقات دولية على أسس صحيحة وإرساء الأمن والاستقرار .

_اختراق ناعم حققته الدبلوماسية السورية الجديدة انعكس انفتاحاً اقتصادياً

لم توفر سورية، عبر قيادتها، أي جهد في طرق أبواب دول عديدة وتحقيق اختراق في مواقف تلك الدول تمثل أخيراً وفي لحظة تاريخية في رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية التي كانت مفروضة عليها إبان حكم النظام البائد ما انعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري وأعطى أملاً جديداً لانطلاق بشائر بناء سوريا عبر توقيع العديد من الاستثمارات الهامة منها العقد الموقع مع شركة (سي ام سي جي ام) الفرنسية لتطوير وتشغيل ميناء اللاذقية لمدة ثلاثين عاماً والذي يتضمن تحديث المرفأ وتوسيعه وتعميق حوضه ليكون قادراً على استقبال سفن أكبر حجماً واستيعاب جميع الكميات المتوقعة من البضائع التي ينتظر أن تصل إلى سوريا خلال السنوات القادمة، كما برز أيضاً في هذا السياق توقيع الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية

مذكرة تفاهم استراتيجية مع شركة صينية لاستثمار كامل المنطقة الحرة في حسياء بمساحة نحو ٨٥٠ ألف متر مربع، واستثمار ٣٠٠ ألف متر مربع من المنطقة الحرة في مدينة عدرا بمحافظة ريف دمشق.

وتكلل المناخ الإيجابي المنفتح الذي حققته الدبلوماسية السورية بالتوقيع يوم أمس ٢٩/٥ / ٢٠٢٥ على اتفاق و مذكرة تفاهم في مجال الطاقة الكهربائية مع ائتلاف من أربع شركات دولية بقيمة ٧ مليارات دولار بحضور الرئيس أحمد الشرع والمبعوث الأمريكي إلى سورية توماس باراك، وممثلو الشركات المستثمرة وهي قطرية وأميركية واثنتين تركيتين.

_دبلوماسية جديدة بعيدة عن سياسة المحاور .

إن ما يجري من انفتاح دول العالم على سوريا ما هو إلا شهادة ويقين دولي بأن سوريا قد تغيرت وأن عزلها لم يعد خياراً واقعياً أو حتمياً، وما هذا اليقين إلا نتاج الدبلوماسية السورية التي حرصت على الابتعاد عن سياسة المحاور التي سار عليها النظام البائد والتي أدت إلى عزلة خانقة على كافة الصعد وجعلت البلاد أداةً في يد بعض الدول لتحقيق طموحاتها في الهيمنة والسيطرة على حساب ومقدرات وحياة الشعب السوري.

Leave a Comment
آخر الأخبار