الحرية-علاء الدين إسماعيل:
حدثان مهمان عبّر السوريون عن فرحتهم بهما، الأول منذ أيام عندما تمكنت وزارة الداخلية، وعبر كمينٍ محكم، من إلقاء القبض على تاجر المخدرات “وسيم الأسد”، الذي أذاق السوريين الأمرين، وخاصةً في الساحل، من خلال غطرسته وجشعه ونرجسيته، إلا أن يد العدالة طالته مؤخراً.
الحدث الثاني وهو زيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة وللمتقاعدين بنسبة 200%، هذا الحدث الذي رسم الفرح والبهجة والاطمئنان نوعاً ما على وجوه جميع السوريين بلا استثناء، لأنه سيعود بالخير عليهم جميعاً. فزيادة الرواتب ليست منحة أو هبة أو مكرمة، بل هي معنى الدولة الحقيقية التي ترعى أبناءها جميعهم، وتسعى لتحسين ظروفهم من خلال العيش الكريم.
تفجير نغّص الفرحة
لكن جاء تفجير كنيسة مار الياس في منطقة الدويلعة بدمشق ليعكر صفو السوريين، ويزرع فيهم الحزن والغصة. تفجير انتحاري غادر وجبان، ضرب قلب السوريين في أقدس لحظاتهم، ضرب قلب دمشق أثناء الصلاة لتتحول إلى مأتم، وأصوات المصلين تُخنق تحت ركام الموت والدم.
إدانة وألم
صحيفتنا الحرية نقلت صوت السوريين عبر مواقفهم مما يجري، حيث أدانوا وتألموا وترحموا على شهداء الكنيسة.
الناشط اسماعيل كردية ابن مدينة السلمية، قال: اليوم كان السوريون على موعدين متناقضين، الأول زيادة الرواتب ٢٠٠%، والثاني تفجير إرهابي طال كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة ، الأول كان السوريون ينتظرونه من قبل الحكومة، ومنذ بداية التحرير تم إطلاق وعود رفع الرواتب، وهذا من المؤكد سينعكس إيجاباً على قدرة المواطن في تحسين متطلباته اليومية، ولكن يحتاج الأمر إلى ضبط حركة الأسعار ضمن السوق، وتفعيل الزيادة بشكل سريع.
أما الخبر الثاني الذي جاء كالصاعقة على السوريين، وأنساهم فرحة الزيادة، فهو عودة التفجيرات، التي أراد السوريون طي وجودها لما شكلته من خطرٍ كبيرٍ على حياتهم لعقود، وخصوصاً خلال فترة النظام البائد، الذي استعمل التفجيرات من أجل إرهاب الشارع السوري.
الهدف زعزعة الاستقرار
ولفت إلى أن حادث تفجير الكنيسة هو بداية حرب جديدة ضد الدولة، ومنفذو هذا التفجير يخدمون مصالح من يمولهم من الخارج، فهم مستعدون لفعل أي شيء يُطلب منهم، بهدف زعزعة استقرار الدولة الجديدة، و الحكومة السورية اتخذت كافة الإجراءات الأمنية عبر الطرق الأمنية والعسكرية، لحماية مكتسبات الشعب السوري.
امتنان
أسعد حنا من مدينة حمص الذي هُجّر إلى إدلب عام 2013، وعاش فيها لسنواتٍ طويلة قبل أن يغادرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أفاد للحرية:
كنت في سوريا بأوقات دينية يحتفل المسيحيون فيها بعيد الفصح وغيره، وشاهدت اهتماماً كبيراً من الأمن العام، ليس لأنهم ضعفاء، بل لأن العديد من المجموعات التي تسعى لشرخ المجتمع السوري ممكن أن تستغل أي خرق أمني للوصول لأهدافهم.
وتابع: أنا كشاب مسيحي ممتنّ لكل السوريين الذين سارعوا إلى التبرع بالدم للمصابين المسيحيين، ولعناصر الدفاع المدني، ووزارة الطوارىء لاستجابتهم السريعة بإسعاف المصابين.
الشعب السوري واحد ليس مجرد هتاف، بل هو أسلوب حياة نلاحظه يوماً بعد يوم في سوريا.