سوريا بين الفرح والألم.. الشعب السوري واحد فعلاً لا مجرد قولاً ‏

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية-علاء الدين إسماعيل:

حدثان مهمان عبّر السوريون عن فرحتهم بهما، الأول منذ أيام عندما تمكنت وزارة الداخلية، ‏وعبر كمينٍ محكم، من إلقاء القبض على تاجر المخدرات “وسيم الأسد”، الذي أذاق ‏السوريين الأمرين، وخاصةً في الساحل، من خلال غطرسته وجشعه ونرجسيته، إلا أن يد العدالة طالته مؤخراً.‏

الحدث الثاني وهو زيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة وللمتقاعدين بنسبة 200%، هذا ‏الحدث الذي رسم الفرح والبهجة والاطمئنان نوعاً ما على وجوه جميع السوريين بلا استثناء، ‏لأنه سيعود بالخير عليهم جميعاً. فزيادة الرواتب ليست منحة أو هبة أو مكرمة، بل هي معنى ‏الدولة الحقيقية التي ترعى أبناءها جميعهم، وتسعى لتحسين ظروفهم من خلال العيش الكريم.‏

تفجير نغّص الفرحة

لكن جاء تفجير كنيسة مار الياس في منطقة الدويلعة بدمشق ليعكر صفو السوريين، ويزرع فيهم ‏الحزن والغصة. تفجير انتحاري غادر وجبان، ضرب قلب السوريين في أقدس لحظاتهم، ‏ضرب قلب دمشق أثناء الصلاة لتتحول إلى مأتم، وأصوات المصلين تُخنق تحت ركام الموت ‏والدم.

إدانة وألم

صحيفتنا الحرية نقلت صوت السوريين عبر مواقفهم مما يجري، حيث أدانوا وتألموا وترحموا ‏على شهداء الكنيسة.‏
‏ الناشط اسماعيل كردية ابن مدينة السلمية، قال: اليوم كان السوريون على موعدين متناقضين، ‏الأول زيادة الرواتب ٢٠٠%، والثاني تفجير إرهابي طال كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة ‏، الأول كان السوريون ينتظرونه من قبل الحكومة، ومنذ بداية التحرير تم إطلاق وعود رفع ‏الرواتب، وهذا من المؤكد سينعكس إيجاباً على قدرة المواطن في تحسين متطلباته اليومية، ولكن ‏يحتاج الأمر إلى ضبط حركة الأسعار ضمن السوق، وتفعيل الزيادة بشكل سريع.‏
أما الخبر الثاني الذي جاء كالصاعقة على السوريين، وأنساهم فرحة الزيادة، فهو عودة ‏التفجيرات، التي أراد السوريون طي وجودها لما شكلته من خطرٍ كبيرٍ على حياتهم لعقود، ‏وخصوصاً خلال فترة النظام البائد، الذي استعمل التفجيرات من أجل ‏إرهاب الشارع السوري. ‏

الهدف زعزعة الاستقرار

ولفت إلى أن حادث تفجير الكنيسة هو بداية حرب جديدة ضد الدولة، ومنفذو هذا التفجير ‏يخدمون مصالح من يمولهم من الخارج، فهم مستعدون لفعل أي شيء يُطلب منهم، بهدف ‏زعزعة استقرار الدولة الجديدة، و الحكومة السورية اتخذت كافة الإجراءات الأمنية عبر ‏الطرق الأمنية والعسكرية، لحماية مكتسبات الشعب السوري. ‏

امتنان

أسعد حنا من مدينة حمص الذي هُجّر إلى إدلب عام 2013، وعاش فيها لسنواتٍ طويلة قبل أن ‏يغادرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أفاد للحرية:
كنت في سوريا بأوقات دينية يحتفل المسيحيون فيها بعيد الفصح وغيره، وشاهدت ‏اهتماماً كبيراً من الأمن العام، ليس لأنهم ضعفاء، بل لأن العديد من المجموعات التي تسعى ‏لشرخ المجتمع السوري ممكن أن تستغل أي خرق أمني للوصول لأهدافهم.‏
وتابع: أنا كشاب مسيحي ممتنّ لكل السوريين الذين سارعوا إلى التبرع بالدم للمصابين ‏المسيحيين، ولعناصر الدفاع المدني، ووزارة الطوارىء لاستجابتهم السريعة بإسعاف المصابين.‏
الشعب السوري واحد ليس مجرد هتاف، بل هو أسلوب حياة نلاحظه يوماً بعد يوم في سوريا.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار