الحرية – محمد زكريا:
بعد انقطاع دام سنوات طويلة، يعود معرض دمشق الدولي لإطلاق دورته الثانية و الستين، ودورته الأولى بعد التحرير. بالتأكيد هذه الدورة تحمل في طياتها الكثير من المعاني الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، ولاسيما أن هذه الدورة تحمل عنواناً وشعاراً مميزاً وزنه ذهب، كما يقولون: “سوريا تستقبل العالم “.
تحضيرات ومراسلات
الأمر المهم أن الجهات الحكومية ممثلة بوزارة الاقتصاد والصناعة، والمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية، تعمل حالياً على ترميم مدينة المعارض، وإعادة تأهيلها بالشكل الأمثل، وتأمين كل اللوجستيات، كما أن المؤسسة باشرت بالتحضيرات والتجهيزات الأولية وتوزيع الأجنحة حسب الترتيبات، ووجهت خلال الفترة الماضية الكتب والمراسلات إلى الجهات الفاعلة، من غرف الصناعة والتجارة والزراعة وإلى غير ذلك، كما تمت مخاطبة السفارات عبر ملاحقها التجارية، بغية الاطلاع وإبداء الرأي حول حجم المشاركات لديها بمختلف القطاعات الغذائية والهندسية والكيميائية، والنقل والطاقة، المعلوم أن هذا الحدث الذي يقام في الفترة ما بين 27 من شهر آب إلى 5 أيلول، سيشهد مشاركة شركات أوروبية، وربما شركات أمريكية، إضافة إلى شركات عربية، وعلى وجه الخصوص شركات خليجية، بالإضافة إلى شركات محلية.
أفكار حصرية
من المتوقع أن يجمع المعرض الشركات الرائدة من جميع أنحاء العالم في مختلف القطاعات، لمشاركة رؤى وأفكار حصرية حول الاستثمار في سوريا المستقبل خلال عشرة أيام، من 27 أغسطس إلى 5 سبتمبر 2025.
المعرض يضم خبراء رائدين في جميع المجالات، ويفتح آفاقاً جديدة، وتماشياً مع شعار هذه الدورة، “سوريا تستقبل العالم”، سيسلط المعرض الضوء على المبتكرين الذين يُعيدون تشكيل مختلف القطاعات في سوريا، كما أنه يسهم في تحفيز الابتكار، وزيادة الإيرادات، وتنظيم الاستدامة على المدى الطويل.
مركز للأفكار
وبالتالي فهو أكثر من مجرد معرض، إنه مركز للأفكار والتعاون والنمو والسلام والاستثمار من خلال ورش العمل التفاعلية والمناقشات الجماعية، كما أن المعرض يقدم نماذج أعمال مبتكرة وفرصاً لاستثمارات مستدامة ونماذج حلول مالية، وهو يوفر فرصاً للتعرف على أحدث التوجهات في مجال التعليم الرقمي والتعليم مدى الحياة، وأساليب التدريس المبتكرة، وهو فرصة للتواصل مع الخبراء والاستثمار في رسم ملامح مستقبل التعليم.
كما أن المعرض فرصة لاكتشاف مشاريع البناء المستدامة ومفاهيم الإسكان الذكي والحلول العقارية المبتكرة، وفي مجال الطاقة المتجددة “طاقة المستقبل”، سيتم عرض أحدث التقنيات المستخدمة في عالم الطاقة المتجددة، الشمسية وطاقة الرياح والمياه وغيرها، وفي مجال الابتكار يلتقي بالتكنولوجيا ليشكل لوحة في الثورة الرقمية من الذكاء الاصطناعي إلى الروبوتات.
رعاية كريمة
المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض محمد حمزة، اعتبر عبر محتوى منتدى صناع المستقبل، أن الدورة الثانية والستين للمعرض هي دورة استثنائية، ولا تعد مجرد تظاهرة اقتصادية أو ثقافية، بل تمثل إعلاناً حقيقياً نحو سوريا الجديدة، موضحاً أنها الدورة الأولى بهذا الحجم والعمق التاريخي منذ عام 1970.
وأشار حمزة إلى أنها دورة تأتي في ظل رعاية كريمة من السيد الرئيس أحمد الشرع، وهي رعاية تعبّر بوضوح عن الاهتمام الرسمي من أعلى المستويات، وعن إيمان الدولة بأن هذا المعرض ليس فقط بوابة للاستثمار، بل بوابة للحوار، والمستقبل، ولإعادة رسم صورة سوريا أمام العالم كما هي شامخة، نابضة، مقبلة على السلام والأمان والبناء والانفتاح.
إعادة تموضع سوريا
وأضاف حمزة: إن الحكومة السورية، بكل وزاراتها ومؤسساتها، وبتوجيه من القيادة العليا، تدعم بكل قوة عودة الحياة الاقتصادية، ولا تدخر جهداً في إعادة بناء سوريا على أسس حديثة ومنفتحة، وبالتالي فإن معرض دمشق الدولي ليس مناسبة عابرة، بل جزء من مشروع استراتيجي متكامل لإعادة تموضع سوريا في الخريطة الاقتصادية والثقافية العالمية.
فصل جديد
موجهاً رسالة لكل السوريون في الداخل والخارج، ولكل الدول، والشركات، والمستثمرين، والجهات الإعلامية والفنية، بالقول: أنتم لا تحضرون معرضاً فحسب، بل تكتبون معنا فصلاً جديداً من قصة سوريا، وستكونون شركاء فعليين في إعادة إعمار وطن يستحق الحياة. متعهداً بأن تكون هذه الدورة تجربة فريدة على كل المستويات، تنظيماً واحتضاناً ودعماً، لتبقى دمشق، كما كانت دائماً، عاصمة للقاء، ومنصة للإبداع، ومنارة للسلام.